السبت، 15 يناير 2011

99 % من أوراق اللعب بيد الصين؟! (4-4)

ويمكننا هنا أن نرسي قاعده ذات صلاحيه عامه - قد يتقلب لها اينشتين في قبره - مؤداها أن: 99 % قد تساوي 1% أحيانا والعكس صحيح: 1 % قد تساوي 99 % المعلنه اذا تغيرت الظروف والمصالح والقوي أو"السبوبه" (كما شرحنا) أما في الحالات العاديه (حالات الاستنزاف) فان ال 99 % تبقي كما هي دون تعديل (مع الاحتفاظ بدرجه من درجات "عدم الانحياز" بطبيعة الحال).

وطالما أن الحكومه لا تشرح شيئا مم تفعل كما لو كنا بصدد فيلم تجريبي صامت من نوع ما – وليس بالضبط "الزوجه الثانيه" ارث الستينات- نحن مسئولون أيضا عن فك طلاسمه: لذا يجدر بالمتابع الفطن – الحريص علي وقته – ما استطاع لذاك سبيلا - أن يتأمل ما يحدث من أحداث ويحاول ان يستنتج –  في صمت طبعا - سياسة الحكومه ويربطها بهذا المبدأ الهام: 99 % من أوراق اللعب بيد أمريكا + 1% حره + "شوية" عدم انحياز –ثم ربط هذا ايضا بما قاله الغير (أعني كل من خاض حوار ما مع حكومة الحزب الوطني والحكومات أخري دون أن يتسني لنا نحن –الشعب- حضوره للأسف الشديد) وبذلك نفهم – علي الأقل- أو نشارك – بدرجه من درجات الوعي- فيما تريده لنا الحكومه من واقع فنكون قد صدقنا مع انفسنا.

ولعلنا نذكر السنوات الأولي لتولي رئيس الحزب الوطني الحالي رئاسته للحزب الوطني عندما سألوه – أمد الله في عمره - عن سياسته الخارجيه وان كانت ستختلف أو ستتشابه مع سياسة سلفه فأكد بما لا يدع مجالا للشك أنه ماض قدما علي خطي الرئيس الراحل (ولا أحد يدري علي وجه اليقين ان كان يقصد عبد الناصر أو السادات – أو كليهما- ولكن الأرجح أنه كان يقصد السادات: 99 % من أوراق اللعب بيد أمريكا + 1% حره + "شوية" عدم انحياز – وهي - كما شرحت - سياسة عبد الناصر أيضا في أواخر أيامه) غير أن رئيس الحزب الوطني أوضح - بايمائة لها معناها - أن أسمه – في الواقع – محمد حسني مبارك (أي أنه سيفعل ذلك بطريقته)

و ذلك – في رأيي – عنوان صادق: فلو كان السادات قد كتب له أن ينجو من حادث المنصه المشئوم عشرات المرات لما تمكن من أن ينفذ استراتيجيته تلك: 99 % من أوراق اللعب بيد أمريكا + 1% حره + "شوية" عدم انحياز- بنفس هذه الدقه علي الدوام! ولعل هذا هو ما أدركه رئيس الحزب الوطني - في وقت ما - اذ نراه في السنوات الأخيره من القرن العشرين وقد أصبح جل تركيزه منصبا علي تنمية علاقات منفرده بالولايات المتحده بل ومحاولة الانفراد بها تماما وكأن مصر بصدد زواج رومانسي من نوع ما قائم علي حب. أي أن نسبة 99 % طرف السادات كانت علي وشك أن تصبح 100% أو أنها أصبحت كذلك بالفعل – في وقت ما- وربما كان ذلك مثلا حين توقف الحديث تماما -لأول مره- عن الحياد الايجابي وعدم الانحياز –وبدأ الحديث –وبكثره- عن "مؤتمر" دولي لمكافحة الارهاب (العرض الذي لم يلتفت اليه -أو يناقشه- أحد أبدا الي اليوم رغم الحاح رئيس الحزب الوطني مرارا وفي كل زياراته تقريبا علي عرضه!) وقد أتاح ذلك لمن أسعدهم الحظ – في تلك الفتره القصيره - فرصة الاختيار بين مزيد من الترف والرفاهيه والثراء السريع والغني الفاحش ومزيد من الظهور والسلطه في جانب – وبين مزيد من الفساد والانتهازيه والمحسوبيه مع مزيد من السطحيه والفراغ (وبالتالي الانزواء عن العالم) في جانب اخر. ولا غرابة اذن – والوضع كذلك- أن يكون نتاج تلك الفتره من عمر مصر قائم اساسا علي الاستهلاك والاستيراد العشوائي المتضاعف لما تهيئه التكنولوجيا الحديثه من أدوات الرفاهيه والترف المصممه اساسا لارضاء الحواس الجسديه-والرغبات- وليس بالضروره حل مشاكلنا. في حين تراجع كل ما عدا ذلك من أدوات الفكر والمشاعر والذوق والفن والادب تراجعا مخيفا أشبه بنهايه. كما لو كان عام 2000- عام الاعلان الرسمي عن هوجة "الخصخصه و البنوك" - اشبه بمفترق طرق أو ثوره خفيه مخمليه من نوع ما: ربما هي نفس الثوره التي تحدث عنها مرارا أمين تنظيم الحزب الوطني الحالي وقال أن ابن رئيس الحزب الوطني –رئيسه- قد قادها ؟ تلك التي ذكرته بأجواء اكتوبر 1973 كما قال أو تلك الاجواء العظيمه الطاهره التي "شبع الجميع من المتاجره بها" الي حد انها تحولت فيما بعد الي اجواء "انفتاح" من نوع ما: كانت له اليد الطولي–بالتأكيد- فيما اشعله من احداث تلته ما بين سلبي وايجابي مثل مظاهرات يناير 1977 المجيده والطائفيه الدينيه واخيرا اغتيال السادات ؟ هي–اليس كذلك؟ لابد وانها هي!

وقد نجد قرينا في التاريخ القديم لتلك الحاله أو الثوره الخفيه المخمليه التي تتحول –بوعي أو بدون وعي- الي ظاهره اجتماعيه عريضه (ومن ثم الي احداث عنف عشوائي متنوع ما بين ثوري حر مخلص وطائفي مقيت مفرق وانتهازي لصوصي يتسبب -عادة- في رد فعل شعبي راديكالي كاغتيال حاكم أو طرده خارج البلاد –ربما لانها تمت دون اختيار حر من الشعب؟).

ففي تاريخ دول الاسرات الفرعونيه القديمه قرينا لتلك الثوره الخفيه المخمليه وبالتحديد في عصر امون-حتب الثالث (والد اخن-اتون) الذي يعتبره التاريخ مضرب مثل لأبهة الشرق لحبه الشديد للبذخ واقباله علي الانهماك في الملذات مم جعل المؤرخون يعدوه بحق "سلطان" مصر الفرعونيه – اذا صح لنا ان نختصر بذخ الشرق وابهته في كلمة "سلطان" (واذا صح لنا أن نختصر ثورة رئيس الحزب الوطني وابنه المخمليه الخفيه في كلمة: "خصخصه"). فلقد بذل ملوك النصف الاول من عصر هذه الاسره (الاسره 18) أو ما يعرف بالدوله الحديثه جهودا جباره وخاضوا معارك ضاريه رهيبه - كادت تكلف مصر- في اية لحظه – مواجهة نهايه دراميه اليمه لا قيام لها من بعدها ولكنهم بانتصاراتهم الرائعه العظيمه صاروا بحق حكام العالم القديم وصار ما لا حصر له من الثروه والغني العريض يتدفق عليهم من ملوك البلاد الاجنبيه التي فتحوها في الشمال والجنوب والشرق والغرب حتي اضحت طيبه -في عصر حت-شب-سوت وتحت-موس الثالث- عاصمة الامبراطوريه بل عاصمة العالم كله انذاك بلا منافس: تجني الثمار وتتمتع بأزهي ما وصلت اليه البشريه من مظاهر الرفاهيه والرخاء وهكذا بدا الامر وكأنه ان الاوان لمصر -مع امون-حتب الثالث - أن تستريح!

ويا لها من مفارقه حزينه وكأن القدر قد شاء أن تكون نهايه تلك الاسره العظيمه (وبالتالي عصر بأكمله) بيدها هي - وليس بأيدي أعدائها– ففي أوج لحظات السعاده والنشوة والزهو بما تحقق والاستمتاع بملذات الحياه خرج علينا "اخن-اتون" (ويقال موسي النبي أيضا) بثورته الدينيه التي فككت الامبراطوريه وأغرقت البلاد في دوامه من الصراعات المحليه الدمويه استمرت عقود (الي بداية الاسره 19). ولعل اللوحه التي أقامها "توت-عنخ-امون" في الكرنك في الأعوام الأولي لحكمه بعد أن قام بترميم المعابد التي هدمها أو خربها سلفه اخن-اتون لخير ما يفسر لنا ما كانت عليه مصر في هذه الفتره: "لقد تهدمت معابد الالهه والالهات... وهجرت هياكلها وأصبحت أكواما عاليه... وأصبحت الأرض شذرا مذرا وأدارت الالهه ظهرها للبلاد... واذا صلي انسان لاله يسأله النصح لا يأتي اليه أبدا واذا دعا الانسان الهه أيضا لا تأتي اليه أبدا... لقد أوذيت قلوبهم لأنهم حطموا ما سبق عمله" ولكن هذا ما كان مصري ذلك الوقت يراه اذ انهم اعتبروا ثورة اخن-اتون زندقه وهرطقه لم يحدث لها مثيلا في أي عصر وكان لزاما علي توت-عنخ-امون (خلفه) أن يرضي الالهه الغضبي لعلها "تأتي لمن يدعوها أو يسألها النصح" وتعود بذلك الحياه – حياة الترف والخلاعه - سيرتها الأولي! وما غاب عن ذهن الملك توت والكهنه –انذاك- هو انه لا شئ – في الحقيقه - يعود سيرته الأولي.

وكان عذرهم أن مصر-بل الانسانيه جمعاء- كانت لم تزل في مراحل التكوين الأولي في عالم بدائي تماما يغلي كالمرجل تسوده القلاقل والغزوات والمجازر الجماعيه والانتهكات الغريبه (الي درجة شيوع التضحيه بالبشر و"التغذي" عليهم في معابد الالهه!) عالم راكد و بطئ تتناوب فيه قوي الصعود والهبوط علي المسرح السياسي الدولي كل عدة قرون من الزمان. ولم لا فلقد كان التاريخ الانساني نفسه اشبه بطفل يحبو وكان عالم اليوم بكل خبراته وعلومه وذوقه وأساليب تطوره كما لو كان حلما يتشكل في ذهن هذا الطفل. ولذا لم يكن مطلوبا منهم انذاك أن يستوعبوا ما لم يتعلمه اباؤهم!

ولكي نعطي فقط صوره -بهذه المناسبه- عن تلك الظاهره الغريبه "ظاهرة الانهماك في الترف السلطاني" التي تحدثت عنها منذ قليل وقلت انها صبغت عصر امون-حتب الثالث بأكمله -أكثر من أي عصر اخر سبقه- لابد وان أشرح أن ذلك العصر كان ولا شك ثوره من نوع ما علي كل ما سبقه: ثوره في الفن والسياسه والعلوم والادب واسلوب الحياه بل والمجون أيضا وعلي حد سواء. اذ نجد–في كتب التاريخ- الفرعون المصري- وهو يتفنن في الاستمتاع بحياة المجون والترف أو ثورته المخمليه الخفيه التي ابتدعها مع –ويا لا العجب- زوجته الوطنيه المخلصه "تي" وابنه المخلص -المتمرد علي التقاليد لاحقا- "امون-حتب الرابع أو "اخن-اتون" هاملت عصره: حتي انه لم يلبث أن انهكته الشهوات في اواخر ايامه وارتسمت علي ملامحه علامات الرخاء المنهك المكدود بعد أن تجرع صنوف اللذه ما لا حصر له- في نهم واسراف. فالتاريخ يتحدث عن صولات وجولات قام بها المدعو امون-حتب الثالث في سبيل "انتقاء" و"اقتناء" العذاري الأجنبيات ممن يفدن الي بلاطه ممن كان يتزوجهن أو يكتفي –فقط- بحظوة ضمهن الي جناح حريمه (الجناح الذي كان يعج بالفعل بالغواني الحسان ممن استحضرهن من الاقاليم التابعه له بالاضافه الي سيدات القصر الاخريات اللاتي وفدن في عهود سابقه الي جانب الملكه "تي" -طبعا- زوجته وضرائرها الحسناوات).

فهذا –علي سبيل المثال- خطاب ارسله امون-حتب الثالث الي أمير بلاد "غازر" اسمه "ميلكيلي" يقول فيه: انه في حاجه الي 40 فتاه من أجمل فتيات المدينه –مدينة "ميلكيلي"- ممن يتميزن بوجوه جميله وقوام ممشوق بشرط الا يكون في احداهن ما يعيب –و يستطرد  الفرعون المصري بعد ذلك مؤكدا: وسأتخذ من هذه الهديه مقياسا لحسن ذوقك وخبرتك! وخطابا اخر ارسله الي المدعو "شوباندو" احد امراء سوريا يطلب منه ارسال 20 عذراء واوفد رسولا الي "عبدي خيبا" امير اورشليم يطالبه بارسال 21 فتاه من ابكار بلاده وأخيرا يحدثنا التاريخ أنه ارسل 4 مرات يلح في طلب 30 عذراء من حليفه "دون شراثا" ملك الميثاني (العراق) وفي المره الخامسه اجيب الي طلبه. وهذا بالطبع كل ما وصلنا من هذه الخطابات بما يدل علي ان صاحبنا كان منغمسا في "العسل" حتي اذنيه فيما كان ولاء الأقاليم البعيده –والقريبه- بل والمحليه منها داخل وادي النيل- ما بين برود وخفوت وزوال: اذ انه كان مرتبطا -علي الارجح- بعدد السرايا والمحظيات اللواتي يرسلهن كل ملك أو أمير أو حاكم مقاطعه الي الفرعون: وكانت النتيجه الحتميه أن ازدحم وادي النيل والبلاط الملكي بوفره من هؤلاء السرايا والمحظيات وخلا تماما من كبار رجال الدوله الذين ذهبوا بدورهم –وبشكل منطقي- الي مجاراة الفرعون في هوايته المفضله: استجلاب المحظيات الصاخبات من الخارج والتدله معهن في حياة الترف والنعيم (فيما يتجرع عامة المجتمع من المتعلمين والاميين علي السواء خارج القصر كؤوس الضنك والحرمان؟): فقامت ثوره "ماعث" (الحق) الدينيه كثوره مضاده علي ثورته وخسر بذلك الدوله والفكر (بصعود التنافس السياسي بين فكره وفكر معاصريه لصالح فكر معاصريه). وبذلك انتهت الامور علي نحو مخالف تماما للفكر المصري الخالص بل والمتزمت والمنحاز تماما للتقاليد القديمه الرصينه ذات الصله بوادي النيل فحسب وضد كل ما هو اجنبي (خارج حدود وادي النيل) بالضروره وعلي طول الخط: ذلك الفكر الذي بدأ به امون-حتب الثالث دولته بدعوي المضي علي خطي من سبقوه من الفراعنه الاقوياء من ذوي الدم الملكي المصري النقي (رغم كونه هو ذاته -امون-حتب الثالث- نصف ميثاني!) اذ تراجع كل ما من شأنه أن يذكر الشعب بقومية مصر وادي النيل الوادي المقدس المبارك ببركات الالهه المحليه (التي صارت لا تستجيب الدعاء) ورموز البطوله والحكمه والسياسه والسحر والكهانه الذين اصروا –رغم تغير العصر ورغم اصرار الهتهم فيما يبدو علي اهمالهم وتجاهلهم- علي اعتبار التفسير المصري العنصري للدين والدم واللغه علامة طهر ونقاء وكبرياء وطني مقدس: فقد تكشف وايم الحق نفاقهم واكاذيبهم بعد أن اكتشف المصريون أن اقوال افواههم لم تكن في الحقيقه سوي قناع من الاكاذيب يضعه فرعون وحزبه كلما ارادوا ان يبرروا لانفسهم كل ما يفعلونه من ماسي تجاه الشعب. وربما كان لتلك الظاهره الغريبه في نهاية الامر (الترف السلطاني والخلاعه: ثورة الفرعون) جانب ايجابي مضئ من نوع ما في جزء كبير من كل ما تلي ذلك من احداث: فالحياه علي كوكب الارض بوجه عام –والتاريخ البشري–بوجه خاص- تميل نحو مزيد من التعارف و التلاحم والاختلاط بين البشر وليس التصادم والتنافر والاختلاف.

فحتي الصدامات الطويله عبر التاريخ والتي طالت بعض الحضارات والاديان والعناصر البشريه -وبعضها البعض- لم تسهم-في الحقيقه- سوي في تحقيق الغرض الاساسي والمنطقي وشبه المؤكد منها جميعا (ومن الوجود البشري بوجه عام): وهو التعارف والتلاحم والاختلاط ومع قدر كبير -وشبه متفق عليه- من الحريه والكرامه والمساواه. وهو الدرس الذي تعلمه اخن-اتون متأخرا قليلا –فيما يبدو– ومن بعده تعلمه ملوك بني اسرائيل وأهل أثينا القديمه وكذلك الاسكندر الاكبر أيضا –بصورة ما- حيث ان هؤلاء هم من نثروا البذور الأولي لما نسميه اليوم بالعولمه والديموقراطيه والسلام العالمي وحوار الحضارات: وتبعهم في ذلك بعض أباطرة الرومان ممن امنوا بدور ما للدوله في الحفاظ علي درجه من درجات التنوع الثقافي والديني داخل المجتمع وامنوا ايضا بدور ما للبرلمان داخل منظومة ادارة الدوله. من اجل ذلك لم يكن هذا التجمع العجيب لكل هؤلاء الغواني في وادي النيل -في عصر اخن-اتون– في الحقيقه- شر كامل- بل كان له اثر ايم الاثر في تغلغل وامتزاج عناصر حضاره اخري اجنبيه -ودم اجنبي- في عروق وقلوب المصريين الأوائل ومن ثم ساهم في انفتاحهم علي الشعوب الاخري حولهم قرون طويله قبل الاسلام والمسيحيه -بل وقبل اليهوديه كذلك أقدم ديانات النبي ابراهيم.  

اذن توقفت –لسبب ما- فترة الخطوبه –وتراجعت مظاهر الترف السلطاني- وعاد رئيس الحزب الوطني من رحلة تكساس الشهيره – حزينا غاضبا الي درجة انه امتنع عن الذهاب الي الولايات المتحده لخمسة أعوام تاليه دفعه واحده. وأي كان حقيقة ما حدث (يا حرام!) في تلك الرحله المشئومه فان كل الشواهد تدل علي أن الظروف التي طرأت فيما بعد اضطرته الي تغيير سياسته: سياسة الخطوبه وزيارة الشعائر المقدسه في واشنطن: أي انه اضطر –علي الجانب الاخر – فيما يبدو- الي التنازل تماما عن عرض الزواج والعوده سيرته الأولي-ربما- الي استراتيجية سلفه السادات (وهي- كما شرحت – نفس استراتيجية سلفه عبد الناصر أيضا بعد يونيو 1967): 99 % من أوراق اللعب بيد أمريكا + 1% حره + "شوية" عدم انحياز: أو الاستنزاف: طالما أن تلك الاستراتيجيه قدر قدره الله لمصر لا مهرب منه ولا بديل–اشبه بقسم يقطر دما علي شاهد قبر-من اجل فعل كل ما من شأنه المضي قدما علي خطي الزعماء الراحلين الاجلاء الطاهرين -الذين طالما اسعدونا في الحقيقه- وبقيادة الزعيم الحالي-طبعا- الذي اسعده الحظ ونال في حضورهم قبضة من اثر أو قبس من عبقريه ونبوغ بلا حدود: أي انه علي وشك ان يمضي بنا علي اثر لم يكن وليد تفكيره ووحي فلسفته بل هو مأخوذ حرفيا من كتب وسياسات من سبقوه! والسؤال: هل يمكن أن نكون اصدقاء لامريكا –وشاكرين لنعم الزعماء الاقدمين-في نفس الوقت- دون استنزاف أو انفتاح أو استعراض أو سياسة مؤتمرات ودون عروض زواج؟

اذ لم يكد عام 2004 أن يكتمل حتي انطلقت شرارة خلافه مع بوش الابن (ومع شارون) الي العلن –وبدا أن رئيس الحزب الوطني علي وشك أن يتفرغ اخيرا –ولله الحمد- للسياسة الداخليه. ولكن ليس كل ما يناله المرء يدركه –فيما يبدو- فها هو ذا رئيس الحزب الوطني يشرع -فورا – ربما قبل عودته - بزيارة رسميه الي روسيا وفرنسا شيراك (ويعلن عن زياره هامه الي الصين) مع التأكيد بأن تلك الزيارات ليست عشوائيه تماما كما توحي وانما تأتي في اطار جذب الاستثمار وتنمية علاقات خارجيه مع الاصدقاء "من أجل خلق استراتيجيات جديده" (لتعويض فشل استراتيجيه قديمه مثلا؟).

وكيما يتسني له أن يفكر فكرا أصيلا خالصا خاصا به – متفردا تماما وغير دارج – حديثا ومتفقا مع ظروف العصر - بل وجدير بالخلود – ولو لبضع لحظات – اذا به يروج لعالم متعدد الأقطاب (أي متصارع بالضروره اشبه –ربما- بعالم القرن ال 19: جنة الانفتاح والاستنزاف!) في الوقت الذي اظهر فيه –بطريقة ما- غضبه علي بوش وشارون –بوجه خاص- اذ سخر امكاناته تقريبا لنقدهما. وقد يبدو مألوفا –والوضع كذلك- أن نجد رئيس الحزب الوطني يتحدث -أيضا – كما لو كان قد اكتشف شيئ لتوه- عن علاقات مصر القديمه بالصين وروسيا وفرنسا عبر العصور وقيادة مصر لمنظمة "عدم الانحياز" في دورتها المقبله (كما لو ان بينهما ثمة علاقه!)

ومرة أخري يجدر بالمتابع الفطن – الحريص علي وقته - أن يتأمل ما يحدث ويحاول ان يستنتج – في الخفاء- حل لتلك الفزوره أو ما الذي يفعله الرئيس بالضبط. اذ نتيجة لتلك السياسات الغامضه انتقلت مصر–وبصوره شبه مفاجئه -شبه راديكاليه - من خانة الخطيب الحبيب الولهان المتيم الي درجة الهوس بأمريكا (الي درجة "التنافس" مع اخرين بالمنطقه من أجل الحصول علي ابتسامة رضا) الي خانة "المتمرد" العنيد غير مأمون الجانب (حسب ويكيليكس).

وبالطريقه نفسها يشرع رئيس الحزب الوطني– داخليا –الي سياسة مقابلات واجتماعات ومؤتمرات عدم انحياز من نوع اخر. فمع ظهور "كفايه" ومع "مبادره" تغيير الدستور "التاريخيه" عام 2005 فسوف نراه يجمع ما بقي من فلول اليمين واليسار من المعارضين وغيرهم من المستقلين والاخوان (غير المصنفين ربما لأنهم محظورون أحيانا – مستقلون في أغلب الأحيان) بيد ان هذا التجمع العجيب لم يكن الا في مكان اكثر غرابه هو مائده الحزب الوطني! وهكذا وبتناغم معين–ودون تدخل منه شخصيا- نجد الجميع يدينون بولاء غريب لما يسمي "الدوله" (بدلا من الجمهوريه؟) ورئيس الحزب الوطني بالتحديد رئيس هذه الدوله (المصنف: يمينا بالضروره – الا حين يرغب هو -طبعا- في غير ذلك اذ أنه يميل الي تصنيف نفسه بنفسه بصفته "وسطا" والقلب الحنون الذي يجتمع الجميع في رحابه وحول مائدته) وهكذا تحول البرلمان بل والحياه السياسيه بأسرها الي ما يشبه مقهي راقي هادئ في مول تجاري كل من فيه مشغولون بساعة حائط معطله عن العمل تشير عقاربها – دائما - الي توقيتات محدده لأكثر الأشياء والأحداث شيوعا في هذه "الدوله": مقابلات وزيارات رئيس الحزب الوطني الخارجيه والداخليه! أو نبات غريب مكتمل النمو ومثمر– دائما– ولكن ثمره أشبه بثمار نباتات الزينه ليس بطعام -أو شراب- أو كيف- لأحد وبالتالي ليس في حاجه الي جمع و حصاد: ومع ذلك نجدهم يسقونه ويعتنون به ونجد رئيس الحزب الوطني يجمعه و يحصده بنفسه بل ويرحب بهم عند باب المقهي داعيا الجميع الي مائدته الزاخره بثمار هذا النبات الغريب وكأن لسان حاله يقول: مدوا ايديكوا يا ولاد وكلوا ما بتاكلوش ليه؟ الصلح خير وكلنا مصريون! وهذا مطلب (الصلح) ربما لا يبدو لأول وهله في غاية الصعوبه الا أنه ليس في مقدور أحد تنفيذه بتلك الصوره الفريده المبهره الا من يملك حس وخبره وخيال رجل كرئيس الحزب الوطني وابنه القادرين–دون غيرهما- علي انجاب مثل هذا "الفكر" الأصيل البديع: "الجديد" تماما: الصالح لكل زمان ومكان: الصلح بين الأطراف والأفكار المتنافره- اذ انه قاصر علي قدرات معينه هي قدرات العبقريه نفسها التي تتجسد بنفسها ومن تلقاء نفسها.

وفي كل الأحوال: تبدو تلك السياسه (سياسة المقاهي والمؤتمرات) مناسبه تماما ومثاليه اذا كان الأمر يشبه ما يحدث بين أعضاء الحزب الوطني وبعضهم البعض من تكتيكات وصراعات مال ونفوذ اذ تشبه تلك الصراعات والتكتيكات –بشكل عام- أكثر ما تشبه مباريات الجولف أو بولة "بلاك جاك" يكسب فيها الجميع! اذ في ظل اكثر لحظات الصراع دراما وتطورا نجد في النهايه –وبشكل يكاد يكون دائم- شخصا ظريف يقوم من مجلسه ليروي نكته أو يفتح "زجاجه" أو يلف "سيجاره" ليصلح بين المتخاصمين والمتشاجرين و يفتح الأبواب المغلقه علي مصرعيها ليخرج الشيطان ويدخل الوسطاء القادرين علي الاصلاح (والغلابه جامعي الفتات بتوع الانتخابات) أو يترك الأبواب "مواربه" اذا كانت المشاجره ساخنه بعض الشئ والألفاظ غير ساره لعل وعسي يتطلب الأمر طرد أحد أواعادة الاعتبار لأحد أو ايواء عدوا من اعداء أحد المطرودين "لاغاظة" المطرود واغاظة العدوين ورد كيد الخونه الناكرين للفضل والمعروف الذين اشعلوا نار العداوه وأطفأوا نار الشيشه اذ أن الهدف الأساسي –طبعا- من تلك السياسه هي اعادة الجميع– ان أمكن- في رحاب "الدوله" أو مائدة مؤتمرات رئيس الحزب الوطني -مركز العالم ومدرار نعمته-  العامره بالاكل و"الاكلين" بشرط أن يأكلوا طبعا ويشاهدوا –في صمت- المباريات والمساسلات والاغاني!

فحكومة الحزب الوطني ولانها متسقه تماما مع ذاتها و"واقعيه" وواثقه من نفسها ولا تخفي غير ما تبديه فهي لا تروج لتلك الشعارات الفارغه علي شاكلة الحريه والديموقراطيه والمساواه والكرامه الانسانيه والتعدديه الفكريه اذ يفضلون "الشمبانيا" و"البرون-بانيه" وصوص "الجبنه الزرقاء" و"الماش" و"الستيك" علي الديموقراطيه والمساواه والكرامه الانسانيه وهم في ذلك منطقيون تماما مع أنفسهم ثابتون علي مبدئهم من حيث أنهم يعتبرون أي جهد في سبيل الديموقراطيه والمساواه والكرامه - يؤدي الي المعاناه - ولا يبذل في خدمة "الشمبانيا" و"البرون-بانيه" و "صوص الجبنه الزرقاء"  و"الكاليفورنيا" و"الواجيو بونفاير" و"الاوك" و"الروست" و"اللوبستر"  و"الاوزي" و"الرومي" و"السوشي والساشيمي" و"الكيوي" و"الشيري" و"البراون شوجر" و"سمك القرش": هو ضربا من البلاهه والسفه وغرابة الأطوار وتحقيق بطولات في معارك فارغه (هي بالضروره معارك "صبيه" مش فاهمين "بيتسلوا" عواطليه فاشلين ماعندهمش شغله أو "مزه" تلمهم أو تستثمر جهودهم في شئ ما له علاقه "بالمسئوليه" تلك المسئوليه التي تتلخص – في رأيهم – في الاغراق في خدمة الاراده الحسيه وتحقيق أهداف الفرد الاقتصاديه ووظائفه البيولوجيه من اكل وشرب ونوم وتناسل واخراج: فعبودية العقل والروح والجسد وخضوعهما التام الكامل–كالأجراء- للبطن والفم والفرج ورئيس الحزب الوطني هي– في الحقيقه – كل المؤهلات المطلوبه لكل من يطمح في "مصير مشترك" مع هذه البلاد ومن ثم مواصلة "العيش" وتربية العيال).

واستنادا الي التشابه بين أزمة الجزائر وأزمة المياه مع اثيوبيا وبين ازمة رحلة تكساس وما سبقها من ازمات: يلوح لي أن تلك السياسه نفسها كانت وراء اقدام حكومة الحزب الوطني– أخيرا- علي اقحام نفسها في قائمة الدول المقاطعه لحفل جائزة نوبل للسلام الذي عقد مؤخرا -منذ أسابيع قليله- في اوسلو بالنرويج. وأعترف أن هذا الاظهار الصريح غير المسبوق لتضامن مصر مع الصين وعدم حضور الحفل –ربما لأول مره في التاريخ– مع الوضع في الاعتبار أن الجائزه ذهبت للمعارض الصيني "ليو شياو باو" المدافع العتيد عن مبادئ الحريه والديموقراطيه والتعدديه السياسيه: اعترف ان هذا التصرف الغريب خدعني–في البدايه- الي درجة انني ظننت ان رئيس الحزب الوطني واعوانه بصدد "الاعلان" فعلا عن استراتيجيه جديده تماما بدأت تتشكل بالفعل من خلال سياسة مصر الخارجيه اشبه باعلان السادات.

اذ قد يبدو الأمر محيرا – للوهله الأولي – خصوصا لمن يظنون - ومازالوا يظنون- مثلي-  أن في امكان مصر ابداع خير مما كان أو اولئك الذين يطمحون الي العوده مره اخري–علي اقل تقدير- الي مبدأ السادات القديم بكرا غضا طريا بلا مساس كما كان في منتصف السبعينات أو حتي اولئك الذين ما زالوا يدورون حول أنفسهم في دوائر ليقنعوا أنفسهم أن الديموقراطيه والحريه بزعامة رئيس الحزب الوطني–و ابنه- مازالت ممكنه. وقد يبدو محيرا أيضا –وبنفس القدر- لمن يظنون –أو لا يظنون- أن نوبل جائزه حقيقيه وأن "ليو شياو باو" رجل عظيم – كنلسون مانديلا - يدافع عن مبادئ معينه من شأنها سعادة الصينيين: فوفقا للحزب الوطني: نوبل جائزه وهميه ذات دوافع سياسيه تامريه أمريكيه بالضروره والدليل فوز نجيب محفوظ والسادات وزويل والبرادعي بها وعدم فوز انيس منصور وفاروق حسني ومبارك ويوسف ادريس وهم أحق بها وأهلها: وبذلك وفقا لبعض أعضاء الحزب الوطني أيضا: "ليو شياو باو" هو- في الحقيقه – مدعي واختراع أمريكي للي ذراع الصين علي طريقة "اضرب الطويل يخاف القصير أو كتف السايب يذعن المربوط" أو شئ من هذا القبيل (والقصير المربوط المقصود هنا طبعا هو كوريا الشماليه) ولعلها ليست مصادفه أن هؤلاء– أنفسهم –يروجون أيضا لمقولة أن ويكيليكس (وأسماك القرش) "قد" تكون مؤامره اسرائيليه للسيطره علي كوكب المريخ! (باعتبار أن كوكب الأرض يرزح بالفعل تحت سيطرة اليهود وباعتبار أن أسماك القرش ليس من حقها أن تدافع عن نفسها ضد من يلتهمونه في حفلاتهم الخاصه الماجنه وباعتبار أن "مكنة" "أسانج" في "اسكت-هولم" و السويد والنرويج واسرائيل وأسماك القرش– و ناسا – كلهم "حبايب"!)

فبنظره سريعه لقائمة الدول المقاطعه نجد – الي جانب الصين ومصر – أسماء مثل: روسيا وفيتنام والسودان وتونس بن علي والجزائر والسعوديه وكازخستان وكوبا والعراق وايران وافغانستان وهي جميعا دولا مصنفه: "غير حره" (وفقا لتقرير"الحريه في العالم" السنوي الذي يقيم الحقوق السياسيه والحريات المدنيه لجميع دول العالم) بالاضافه الي الصين ومصر بطبيعة الحال. ثم مره أخري نجد في التقرير دولا مصنفه "نصف حره" كالمغرب وباكستان وفنزويلا. ثم صربيا وهي الوحيده المصنفه - وفقا للتقرير- دوله حره (ولا يخفي طبعا السبب وراء وجود صربيا مع روسيا في قائمه واحده). بينما لا نجد مثلا –وفي مفاجئه غريبه شاهده علي قدرة الله- اسماء مثل كوريا الشماليه و سوريا و ليبيا. 

أقول بدا الأمر بالنسبه لي وحتي بالنسبه لبعض أعضاء الحزب الوطني الحاكم –فيما أزعم- وكأنه تصرف غريب وشاذ وغير مفهوم أو انه تصرف عبقري للغايه بحيث تعجز عقول عاديه كعقولنا عن ادراكه ادراكا كاملا أو حتي فهمه اذ وفقا للتغيير المقترح ستنضم مصر الي محور يتشكل حاليا هدفه الدفاع عن الدكتاتوريه–فيما يبدو- وبقياده الصين وقد يضم –ايضا- روسيا وبعض الدكتاتوريات العربيه والبلشفيه السابقه المصنفه غير حره وغير ديموقراطيه حسب التقارير الدوليه. في مقابل سائر دول العالم – تقريبا–سواء تلك الحره الديموقراطيه بالفعل أوالذين هم في منتصف الطريق وليسوا بالضبط أحرار وديموقراطيين أو ليسوا بعد (الدول نصف-حره) أو"المترددين" الذين مازالوا ينتظرون غير بعيد يطمحون لأن يكونوا كذا ولا يفعلون شيئا ازاء ذلك بل يؤجلون الأمر لاخر رمق ليروا أي الفريقين يفوز فينضموا الي الفريق الفائز أو حتي هؤلاء الذين ليس في خططهم ابدا أن يكونوا أحرار ديموقراطيين -لسبب ما صحي يمنعهم- بيد أنهم يفضلون– رغم ذلك – جانب الدول الحره الديموقراطيه لضمان استمرار نجاحاتهم الاقتصاديه.

واذا كان الأمر كذلك اذن كل ما هو مطلوب أن تعلن مصر انضمامها الي الحلف الجديد رسميا وتتمسك بأن تكون مصر هي دولة المقر مع ضرورة أن يكون الأمين العام للحلف الجديد مصري الجنسيه دائما وابدا. ومن ثم تدعو الدوله المصريه الي اجتماع استثنائي عاجل بشرم الشيخ تحضره دول الحلف. وأمام ضجيج مراسلي القنوات ووكلات الانباء الحاشده ستدور المناقشات –والكاميرات- وربما يعلن الحلف الجديد الحرب علي حلف الناتو واسرائيل وينتهي الأمر! أعني تنتهي أزمة المناخ! الي هذا الحد خدعتني "الدوله" المصريه.

فالكل يعلم أن حكومة الحزب الوطني لن تشارك في هذه الحرب. بل ستنكب علي عملها في جد وحياد ايجابي – غير مباليه "بتسلية" المنتقدين – أو مديح المادحين. ويا ليت الأمر بهذه البساطه فلا يخلو الأمر من مخاطر والسلام يبقي دائما صعب المنال. وهذا هو زين العابدين بن علي وزوجته وقد تركا وظيفتهما وتفرغا اذ لابد وانهما يبحثان الان عن "عمل" في مكان اخر ومن الممكن ان يساعدا ولعل المجلس انسب مكان وها هو ذا العقيد القذافي–ايضا- الذي قل أن حظي زعيم شرق أوسطي بمثل ما حظي به هذا الرجل من اهتمام الناس: جاهز تماما ودائما لقيادة المجلس الجديد بصفته أقدم زعماء المنطقه في الحكم وبالتالي أكثرهم خبره. فربما يتمكن من اقناع الصين- بعد انتصارها الساحق المذهل– بنشر "الجماهيريه" الي جانب الدكتاتوريه واحلالهما محل الجمهوريات والملكيات علي حد سواء وربما يتمكن –ايضا- من اقناعها بتطبيق الشريعه اذ اكاد اؤكد انها فكرته هو وليست فكرة رئيس السودان الشماليه (الذي ربما يسهم انضمامه الي المجلس وانتصار الصين -وتطبيق الشريعه- في الغاء امر القبض عليه) أو ربما لا - لا أحد يدري علي وجه الدقه – أيا ما كان الأمر- من الان فصاعدا لابد وأن ننصت جيدا فكل شئ ممكن.             

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق