الخميس، 26 يناير 2012

اضبط كل من يحاول "التهرب من الحساب" او من يعينه علي ذلك (لانه ينوي ان يفعل مثله؟) عندما..

اضبط  كل من  يحاول "التهرب من الحساب" او من يعينه علي ذلك (لانه ينوي ان يفعل مثله؟) عندما...

  1. يرفع حالة الطوارئ (عدا ما يخص البلطجيه الثوار؟) ويفرج عن المساجين السياسيين (عدا الغالبيه العظمي منهم) "للاحتفال" بالذكري السنويه للثوره: كما لو ان حالة الطوارئ والمحاكمات العسكريه كانت من صنع شخص اخر غيره! او كما لو ان انتهاكات حقوق الانسان بعد الثوره-وهي الاسوء طبعا وبشهادة الجميع- لها علاقه بحالة الطوارئ: وجدير بالذكر ان الثوره قامت لتحررنا من حالة الطوارئ وان دور الجيش فيها-وكما قيل-حمايتها: والحق ان الانتهاكات-في الاشهر الثلاثه الاخيره بالتحديد- من ضرب وسحل واهانه وفقأ اعين ودهس وتمثيل بجثث الشهداء: حدثت كلها كنتيجة مباشره لمطالبة الثوره برحيل المجلس العسكري عن السلطه وترك العمليه السياسه الناشئه لاهلها من المدنيين: بما جعل السؤال الاكثر الحاحا اليوم هو: ومن يحمينا من الجيش؟ وهو تساؤل مشروع في رأيي وفي موعده وبعد انتظار ونفاذ صبر وتضحيات من جانب وتجاهل وتصامم وتعامي واصرار علي فرض "شرعية الامر الواقع" والتفرد بالرأي والسلطه علي الجانب الاخر (فهذا المجلس تعهد بتسليم السلطه لحكومه مدنيه في غضون ستة اشهر تبدأ بفبراير الماضي وهو مالم يتحقق علي الرغم من الفشل البائن الذي اظهره-وحكوماته جميعا بلا استثناء- في ادارته للعمليه الانتقاليه)

  1. يعرض مساعدة علي الثوار كما لو انه قد اكتشف فجأه انهم علي باب الله: وأن كل اتهامات العماله والتمويل في الفتره الماضيه كانت بلا اساس (نكته مثلا من المفترض ان نضحك عليها؟): ورغم ذلك يبقي سؤال: كيف سيفعل ذلك؟ وهل للامر علاقه بميزانية الدوله؟ واذا كانت الاجابه هي نعم: هل سيسمح للثوار-وبعد اعانته لهم- ان "يحاسبوه" بل ويحاكموه هو شخصيا عن سياساته التي طالما تظاهروا ضدها: سواء بالنسبه لوزارته او الوزارات الاخري؟

  1. يتحدث–بلا كلل-عن الاقتصاد ودور الشعب علي طريق العمل والانتاج وتحقيق الاستقرار والمستقبل الذي ننتظره الخ ومع ذلك ينتابك احساس قوي بان عليك ان تفعل كل ما في وسعك لحل مشاكلك بنفسك بصرف النظر عما تفعله الحكومه: وفي وجود حاله متصاعده من الازمات علي جميع المستويات (اظنها متعمده): ورأيي ان "استقرار" يمضي علي هذا النحو لن يتجاوز الاستمرار علي قيد الحياه ان لم يكن اسوء: اذ بدون التحدث عن قضايا جوهريه مثل المركزيه والبيروقراطيه والفساد والانفاق الحكومي والبنود السوداء سريه وعلنيه (والمقصود بالفساد هنا فساد ما قبل وما بعد الثوره وما فعلته الحكومه ومجلسها العسكري لوقفه): ودون ان نتحدث عن اليات عداله انتقاليه لمحاكمة المجرمين واستعادة الاموال المنهوبه (داخليا وخارجيا) واصلاح اقتصادي ومالي حقيقي يراعي فيه مبدأ المساواه في الفرص والعداله الاجتماعيه ليكون جزء من تنميه شامله علي مستوي الفرد والمجتمع: فدون ان نتحدث عن خلق فرص عمل جديده وتعليم وصحه جيدين ووسائل لتحفيز الانتاج واليه عادله للاجور وتدريب متواصل للايدي العامله–والاداره- بالتوازي مع تحديث- وتطوير-متواصل لبيئه العمل بما يعين العامل او الموظف علي نبذ الفساد والروتين ومضاعفة الانتاج (وهذا يتطلب بدوره اعادة هيكلة المؤسسات واعادة توزيع الادوار والسلطات والمخصصات الماليه وفقا لشروط الكفاءه والجداره والجوده حسب استراتيجيه عامه واضحه وخطط وجداول زمنيه): وبدون دور حكومي جاد لدعم المشروعات الصغيره والمتوسطه ومنع الاحتكارات ومراقبة الاسواق (اسعار وجودة واولويات انتاج واستهلاك): وبدون حواافز لاجتذاب الاستثمارات ورؤوس الاموال في صورة مشروعات بنيه اساسيه (خصوصا فيما يتعلق بالطاقه والزراعه والري والصرف والمواصلات والاتصالات الخ) وارساء منافسه حره عادله (وباقل قدر من التشريعات) تحث من خلالها الحكومه المستثمرين علي القيام بدور اجتماعي وخيري لصالح المجتمع الذي يتكسبون منه: ودون ان نتحدث عن دور رقابي نشيط وفعال لسائر اجهزة الدوله الرقابيه ودور اساسي حر-علي الجانب الاخر- للنقابات: سنبقي دوما في الحلقه المفرغه: وسنبقي دوما نجمع المال في اتجاه واحد من البسطاء الفقراء لصالح الوجهاء: انهم نفس البسطاء الذين خدعوا قديما باشياء مثل سداد ديون مصر وغيرها باسم الوطنيه لمجرد انهم كانوا لا يريدون ان يصدقوا ان رؤسائهم الافاضل ما هم الا مجموعه من اللصوص والافاقين: وبمناسبة العداله الانتقاليه والمحاكمات وعلي سبيل المثال كان لدينا –قبل الثوره- حكومات تتباهي بان احد اهم انجازاتها هو في الواقع تحت الارض: في اشاره الي ما اقامته الحكومه من مشاريع صرف صحي في العاصمه وقالوا انذاك انهم انفقوا عليه مليارات الدولارات: انابيب ومضخات وانفاق وبالوعات بلا عدد كلها موجوده ولكنك لا تراها لانها غير منظوره للمواطن العادي البسيط اذ انها–وكما قالوا- تحت الارض (بالضبط كما كانوا يقولون ان مظاهر الاصلاح الاقتصادي والمالي تستغرق سنوات حتي تتكشف وتصل الي جيوب المواطن العادي): ومع ذلك كان هناك من يزيل اغطية البالوعات وينظر ويفتش عله يجد الاشياء التي تحدثوا عنها (والمثل يقول من جد وجد) ثم يتساءل بعد ذلك اذا كان ما وجده مطابقا للمواصفات: واذا كان مطابق للمواصفات فهل هو بنفس السعر المكتوب في المناقصات؟ ثم يتقدم الي القضاء-او البرلمان- بالشكوي وعند هذا الحد يتوقف طبعا فالقضاء–او البرلمان- برلمان الرقابه الذاتيه-كما كان يقال-مسئول عن الباقي: اليوم يحاكم رئيس الوزراء السابق ووزير ماليته وداخليته علي "نهيبة" نمر السيارات تلك التي يراها كل ذي عينين علي مؤخرة سيارته ويحصلون علي احكام: ومع ذلك لا يجدون من يحاكمهم عن سائر "المشروعات" (ناهيك طبعا عن جرائم الاهمال المفزع في اداء الواجب والذي دام عقودا وطال فيما طال التعليم والصحه والبيئه والثقافه الخ وتهم الاهمال - في رأيي- ليست اقل من تهم خراب الذمه الماليه اذ غالبا ما يكون السؤال: وهل كان يمكن للمسئول ان يحصل علي "سبوبته" من أي "بيزنيس" دون استغلال نفوذ او منصب سياسي؟)

  1. يطلب منك ان ترضي بانتخابات رئاسه في وجود مرشحين ممن لجأ اليهم الرئيس المخلوع وقت قيام الثوره لمساعدته في القضاء عليها (عصابة الاشقياء الثلاثه؟): كما لو ان قانون العزل السياسي كان مجرد مجاراه لصرعه من صرعات الموضه تقادمت بمرور الزمان او قطرات عطر يدسها "سيدنا" في قبضة يدك ولك ان تتحمل مسئولية استبقاء الرائحه (كما تحملتها؟): وقد يجلو لك الامر بشكل اكبر اذا ما كنا نتحدث عن حكومة انقاذ من اعضاء الحزب الوطني المنحل نفسه (انقاذ من؟ خروج امن؟ هروب الي الامام؟) وهي انتخابات ستجري كما يوحي مسلسل الاحداث في ظل عدم وجود ضمانات وفي وجود قوانين-ودستور-الرئيس المخلوع نفسها كما هي تقريبا بلا تعديل وفي ظل حالة طوارئ وتعبئه مكثفه ضد الثوره والثوار والاعلام الحر علي جميع المستويات (الي حد يخرج علينا فيه من بدعو الي فرض سيادة حكوميه علي الاعلام المستقل (كما الاعلام الرسمي؟) او "يفتي" بان الاضراب والعصيان المدني لاسقاط حكم العسكر الظالم ونيل القصاص العادل السريع لارواح الشهداء الابرار سواء في موقعة الجمل او غيرها والي "مؤامرة" بورسعيد (والتي شهدت تقصيرا امنيا متعمدا ولا تخطؤه عين ولا يلام عليه اهلنا الشرفاء الكرام اصحاب التاريخ البطولي في بورسعيد): غير شرعي او مخالف للدين او غير مصري او خيانه: ما يذكرنا تلقائيا بنظرية الخروج علي الحاكم! والغريب اننا مازلنا نسمع منهم نفس مصطلحات الاستقرار وعجلة الانتاج الخ تتكرر وبلا خجل ولا اظنهم يدركون ابعاد ما يتحدثون عنه للاسف الشديد فالسياسه الاقتصاديه الحاليه في ظل حالة الغموض وضعف مؤهلات الحكومه وعدم قدرتها –او عدم رغبتها- في اصلاح نفسها ناهيك عن مواجهة مشكلات المجتمع المتراكمه ووضع حلول عاجله وعادله لها هي في رأيي سبب اضافي لاثارة غضب الشعب! فالاقتصاد لن يتحقق له صلاح الا من خلال اصلاح خطط واضحه لها برامج زمنيه تطهر المؤسسات وتعيد هيكلتها وتستعيد الاموال المنهوبه:  والانسان الشهم الجاد الذي يرغب في تحقيق نتائج عظيمه وسريعه وحاسمه لقضايا كبيره (خصوصا فيما يتعلق بقضايا الحقوق والحريات) لا يطمئن الي وعود عشوائيه مضلله او دعوات انهزاميه او مسكنات او سياسة "القطره قطره" طرف اناس اظنهم غير جديرين بالثقه (والا لفعلوا لوطنهم من البدايه -وفي مثل تلك الظروف الصعبه- ما يقتضي عليهم فعله بدافع شخصي نابع منهم بلا ضغط او تلكؤ او تأجيل): وفي وجود برلمان هذا شأنه (برلمان مدرسة المشاغبين؟) يسمي نفسه برلمان الثوره بينما هو مشغول بمناقشة قانون ل "تنظيم" التظاهرات والاعتصامات ومحاسبة اعضائه قبل محاسبة المسئولين عن الفساد والانتهاكات (وفي ظل استمرار الفساد والانتهاكات): برلمان يتولي جانب منه الدفاع عن حكومه مذنبه بالادله وشهادة الشواهد والشهود -نيابة عنها- ضد جانب اخر منه! بالضبط كما كان يفعل اعضاء الحزب الوطني المنحل (ومع ذلك فعذر اعضاء الحزب الوطني المنحل انهم كانوا يدافعون عن حكومتهم!): وفي وجود قضاء ينادي ب "التطهر الذاتي" والاستقلال والفصل بين السلطات الخ في حين لا يناقش ما يجب عليه ان يفعله ليحقق استقلال واجب له عن السلطه التنفيذيه (وبالمناسبة: ما معني ان يكون التطهر ذاتيا او سريا؟ وكيف يتأكد للشعب ان التطهر قد تم فعلا اذا ما ظل سريا؟ وهل من تشابه بين "التطهر الذاتي" و"الرقابه الذاتيه" اختراع رئيس مجلس الشعب السابق المسجون حاليا؟): وفي غياب رقابه دوليه ومحليه مستقله للانتخابات (بعد الهجمه الشعواء التي شنتها الحكومه علي اهم منظمات المجتمع المدني المحليه والدوليه العامله داخل البلاد ثم تصعيد غير مبرر مع الولايات المتحده والغرب: ربما لقطع الطريق علي كل من تراوده نفسه المطالبه بمراقبة دوليه ومحليه مستقله للانتخابات؟ ربما هي محاوله جديده للظهور في دور البطل المدافع عن سيادة-ومصالح-البلاد واستقلال القضاء الخ علي طريق اكتساب شعبيه (ثم ازالة اثار الخصومه فيما بعد (بعد الانتخابات؟) كما حدث في حوادث اخري مشابهه؟) والحق انني اشعر بمراره شديده كلما تكررت تلك الحيل الصبيانيه غير المسئوله واشعر بمراره اكبر كلما انطلت علي البعض: وعلي اية حال هي حيل لا تتناسب ابدا مع ثقافة العصر ولا تعكس الا سيكلوجية وايدولوجيا رجعيه هي نفسها سيكلوجية وايدولوجيا الرئيس المخلوع : الفكر الارتزاقي الانتهازي الارتجالي الابتزازي التامري: نفس سياسة "الاسرائيلوفوبيا": من اجل ذلك اعتقد انه من المهم جدا ايقاف هؤلاء الهواه العابثين المقامرين فورا قبل ان يضروا بالمزيد من رصيد مصر من المصداقيه والعلاقات الدوليه وفي هذا الوقت: ولا ادافع عن المعونات والمنح فاظن ان الموضوع لا علاقة له -ومنذ البدايه- بالمعونات والمنح (ولا اعتقد ان المواطن العادي في حاجه الي معونات ومنح لم تغير حياته الي الافضل ولعقود): ولكن علاقات مصر بالولايات المتحده والغرب الديموقراطي الحر هي علاقه هامه للغايه واستراتيجيه وحيويه ومركزيه وتاريخيه حتي لو لم نعد في حاجه فعليه الي معونات ومنح (وطبيعي ان الدول المانحه ليست مسئوله عن طرق انفاقها (وان كان من حقها مراقبة ذلك) وطبيعي ايضا ان الولايات المتحده-كأي دوله- لم تكن سياساتها مثاليه بالكامل علي مستوي تاريخها) والمساس بتلك العلاقات او افشالها ستكون نتيجتة فشل جديد في ملف السياسه الخارجيه يضاف الي الفشل المزمن في غير ذلك من الملفات (كملفات الزراعه مثلا؟ والصحه؟ والبيئه؟ والطاقه؟ والوقود؟ والري؟ والتعليم؟ والامن؟ والاقتصاد؟ والرياضه؟): واريد ان اوضح ان العلاقات السياسيه بين الدول-كالعلاقات بين البشر الافراد- لا تقوم فقط علي مصالح اقتصاديه براجماتيه بحته- كما قال القائل-وانما هي علاقات بين مجتمعات لها عقول ومشاعر وميل الي صنع الصداقات والاحتفاظ بها بحيث لا يحق لحكومه (انتقاليه) ايا كانت ان تتخذ قرارات استراتيجيه بخصوص تلك العلاقات بمعزل عن الشعب: فالسياسه تختلف حتما عن المشروع الاستثماري كما ان الدول تختلف عن رؤوس الاموال خصوصا تلك الدول التي تتفق فيما بينها علي مبادئ مشتركه (الديموقراطيه؟): ورأيي ان الحكومات التي تصر علي علاقات دوليه قائمه علي مصالح ماديه بحته هي حكومات بلا مبادئ سياسيه او فكريه: وبلا مؤهلات اتصال ودبلوماسيه جاده: او حكومات فاسده تحاول اخفاء فسادها؟

  1. تتملكك بغير ترتيب-ايا كانت قدرتك علي استقبال المفاجات- وكما لو كانت عمليه لا شعوريه-مقارنة عاجله بين سياسات الفاشلين المستهترين الواثبين علي ادارة البلاد حاليا وسياسات سفاح سوريا المخبول وقرينه القذافي واعوانهما من اقطاب الدكتاتوريه الموتوره وثلة المنافقين: هل هي مصادفه ان جميع طغاة العالم وخدامهم لا يجدون في هذه الحكومة ومجلسها العسكري عدوا لهم ؟ ولماذا لم نجد ابدا لدي هؤلاء اي عزم من اجل تحرك حقيقي وفعال لنجدة اخواننا من ثوار الشعوب الثائره بالمنطقه؟ علي الرغم من ان مبادئ واهداف ثوراتهم هي نفس مبادئ واهداف الثوره المصريه الملهمه (تلك التي لم يتحقق منها علي المستوي المحلي–والي اليوم-اي شئ تقريبا): وعلي الرغم من ان الوحشيه وسفك الدماء مازالت تتم-وتتنامي- بصوره يوميه وممنهجه: بل -وعلي النقيض من ذلك- نجد لديهم تحيزا الي جانب الفساد والاستبداد فنسمع مثلا ان وزير الدفاع الحالي كان يأوي-ومازال- فلولا للقذافي ومن قبل كان يقدم له النصائح الغاليه اشبه بدروس مجانيه فيما يخص كيفية اخماد الثوره في بلاده! بل ان جهوده تفرعت وتشعبت علي مستوي الاقليم فوصلت نصائحه الي اليمن والبحرين (وسوريا؟): فيما يكرس-محليا- الي حاله من حالات الرده الي القديم مصرا علي بعث مشاعر حنين-تصل احيانا الي حد التمجيد- الي ارث الطغيان بكل ما فيه من هزائم وخصومات ونهب وظلم وقهر وساديه وطيش انفعالي وتعالي ونفاق واهمال وخسه وممارسات ابتزاز! حاشدا -في نفس الوقت- كل جهوده ضد كل ما هو ديموقراطي او مدافع عن حقوق الانسان: وانا لا افهم كيف لانسان ان يدعي انه ديموقراطي وينتقد الاستبداد والفساد بلا رحمه مقارنا بين النظم والدساتير الديموقراطيه بانواعها عله يجد من بينها ما يناسبه بينما هو في واقع الامر منفصل كليا-سيكلوجيا وايدولوجيا وسلوكيا- عن قوي الثوره الناشئه وفي خصومه مع المنظمات والدول ذات الانتماء الديموقراطي: انه لامر يثير العجب حقا والسخريه: والسؤال لمن ينساقون مسحورين الي القديم: ما هو الفارق بين "فرعون" اسقطه شعبه واخر سابق عليه اسقطه نائبه او عدوه او ثوره او حادث اغتيال او اسقطه الخالق؟ ما الفارق بين مؤسس الاستبداد والفساد بشحمه ولحمه والنسخه الاصليه للفشل السياسي والاقتصادي والاجتماعي والعسكري الخ وبين احد تلامذته وصوره شاحبه منه (الرئيس المخلوع)؟ ولمن يعيب علي المرشحين الحاليين للرئاسه شح امكاناتهم ويستغرب كيف انهم-رغم ذلك-يتهافتون علي المنصب "الرفيع" اسأله: اليست هذه هي الديموقراطيه؟ اليس هذا هو ارث الدكتاتوريه؟ ومع ذلك ما الفارق بينهم وبين  "الضباط الاحرار" (او الرئيس المخلوع) قبل ان يصبحوا-بين ليلة وضحاها- من ساكني القصور؟ لو انهم تحدثوا بذلك قبل ليلة واحده من "حركتهم" في يوليو 1952 لاستخف الناس بهم ولاتهموهم بالجنون! (واحب ان اذكر البعض هنا انه سبق لهم وان وعدوا الشعب مع فجر حكمهم-الي جوار الديموقراطيه- بان يحولوا قصور الملكيه الي متاحف دون ان يسكنوها حتي لا يشغلهم ذلك عن العمل والبناء ثم لم يفعلوا!): بل ما الفارق بين اي من المرشحين المحتملين للرئاسه-المعروف منهم والمجهول- وبين اعضاء الحكومة الحاليه ومجلسها العسكري (ومرشحيه)؟ اين كانوا قبل عام؟ وما هي امكاناتهم –وخبراتهم- السياسيه والفكريه؟ حسنا: لقد رأينا باعيننا دون ان يخبرنا احد: وليسمح لي المتابع الكريم ان انفجر ضاحكا وانا اسمع اليوم مقولات مثل ان وزير الدفاع الحالي ورئيس اركانه كان لهما رأي معارض بشأن التوريث قبل الثوره واتساءل: لماذا لم ينشرا ابدا هذا الرأي علي الملء؟ ثم ان الجميع تقريبا كانوا يعارضون التوريث-سرا او علنا- فلم يكن هذا قاصرا علي احد بعينه (باعتبار ان التوريث تصرف غير دستوري يصيب مبدأ الجمهوريه في مقتل وهو ما نجح علي الاقل في وضع الرئيس المخلوع في موقف انكار مستمر ودفاع عن النفس): ومع ذلك ظل هذا النوع من "المعارضه" في حدود الولاء المطلق للرئيس المخلوع ومن خلال تأييد كامل لان يتولي هو –وليس ابنه-الرئاسة لفتره جديده (بعد رحلة العلاج طبعا الي المانيا) بل ان اجواء التململ والقرف والقلق التي سادت قبل الثوره-ولاعوام- وتسببت في موجات من التعذيب والاضطهاد والقتل للعديد من المواطنين تمت دونما اي تدخل او اعتراض من جانب وزير الدفاع ورئيس اركانه: واكبر دليل عن رضاهما عنها هو ان هذه الممارسات تكررت-بل ازدادت حدتها-كما وكيفا- اثناء الثوره وبعدها! ومع ذلك اذا كنت مشغول اكثر بملف السياسه الخارجيه (وهو الملف الباقي علي كل حال والذي ازعم انه يتعرض اليوم الي التدمير والاستخدام المخزي لصالح قضايا داخليه) قد تبتلعك رغبه في معرفة كيف يتصور هؤلاء دور مصر الاقليمي ووفقا لاي شروط؟ بصراحه اكبر: كيف تنتظر هذه الحكومه ان يفسح لها الجيران-او غيرهم- دورا اقليميا-بل وتشعر بالغيره من ادوار اخرين- دون القيام بما يقتضيه واجب الجيره؟ ووفقا لنظرية المصالح نفسها التي يتشدقون بها (دع عنك طبعا مناظرات القوميه والامن القومي): هل ينتظرون الثمن ليهبوا الي نصرة اخواننا في سوريا وحماية ارواحهم واعراضهم واموالهم وايقاف هذا المختل عقليا الذي يطاردهم في كل مكان؟ "سبوبه" جديده ؟ (وحين اتحدث عن "سبوبه جديده" فانا اشير طبعا الي "السبوبه القديمه" التي يعلمها الجميع تلك التي ليست بغريبه طبعا عن اسماع وزير الدفاع الحالي اذ انه هو نفسه الذي ارسله الرئيس المخلوع لتولي الجانب "التقني" فيها مع بداية تسعينات القرن الماضي): ولطالما امنت-ودربت نفسي علي ان اؤمن- ان من يريد اكتشاف الابعاد المظلمه لحقبة معينه من الزمان واستنباط العبر منها عليه الا يتخلي ابدا عن بصيرته النقديه المتمثله في عقله وضميره: اي من خلال تفنيد اقوال وافعال الانسان ايا كان موقعه من السياسه والتاريخ تفنيدا شاملا وموضوعيا واخلاقيا من اجل ايجاد قناة اتصال بين الاقوال والافعال ثم بينها وبين التاريخ: فالانسان الذي تتغلب عليه عواطفه وغرائزه الشخصيه العاجله في اطار دفاعه المستميت عن انتماءات وذكريات معينه (ايا كانت القيمة الحقيقيه لتلك الانتماءات والذكريات) غالبا ما يخرج عن نطاق ما هو معقول او ما هو مقبول انسانيا ومنطقيا واخلاقيا لينتهي به الامر الي التضحيه بالحقائق لحساب العواطف والغرائز فيكذب مثلا مستخدما في مجادلاته سلاح التخوين والتكفير واحكام الثقاه استخداما صارخا يقارع به الناس اينما ذهب: وهكذا يستطيع احيانا-ولو لفتره- ان يقلب الهزائم الي انتصارات والجرائم الي انجازات او ينتهي به الامر الي تعليل الفشل بالتافه من الحجج التي تقلل من فداحة الانكسارات وتضخم من صغائر الايجابيات ليجد الانسان نفسه في النهايه عاجزا عن ان يتقدم خطوه واحده الي الامام (بل غالبا ما يتراجع وينزوي منفصلا عن العالم وحركة الحياه –اي عن المعارك الحقيقيه التي يتعين عليه ان يقاتل من اجلها- متواريا بين اوثان الماضي لا يتخلي عنها كما لو كان الاحتفاظ بها امر لا يمكن تجنبه!): انه انسان سقط في عبودية القوالب: انه انسان ليست لديه تداعيات عديده فيما يخص الحكم علي الصائب من الامور: ونصيحتي: لا تتردي في مبارزة فكريه مع هؤلاء لان هدفهم الحقيقي ارهاقك وارباكك في جدل ثانوي فارغ ومن ثم هز ثقتك في نفسك: ان اي منهم لن يحاول ابدا استخدام المنطق والمحاجاه في الدفاع عن رأيه بل سيوجه دائما اليك-كما شرحت- سلاح التخوين والتكفير واحكام الثقاه كأنما سيسحقك به اشبه ببطل من ابطال اسبرطه القديمه متحينا اية فرصه كيما يتصايح في النهايه بخيلاء بأنه قد كسب المعركه (بينما هو غارق الي قمة رأسه في طوفان من السطحيه والجهل والعجز عن الحكم والتفكير واحيانا الخيانه والكفر والفساد!): ومن لا يريد الخروج من شرنقة قوالبه (قالب الضحيه بالتحديد) ويتعلم من دروس الماضي سيجد نفسه حتما في مواجهة مع المستقبل-كما شرحت- وبلا نهايه: اذ سرعان ما ستتكاثر عليه الحقائق التي طالما تجاهلها وكفر بها (رغم كل ما كان لها من قوه وحسن منطق) لتحاصره –باصحابها- وتنتصر عليه: وانا ممن يؤمنون ان الانسان اسير ما يحكم به علي نفسه من احكام ومن شاء له حظه العاثر ان يقع في اسر تجارب -واشخاص- معينه فعليه ان يتحمل جرائر اختياراته فلا يستغرب-ولا يغضب- اذا ما انتهي مصيره الي مصير مشابه لمصير اصحاب تلك التجارب: لذا تناسبني جدا نصيحة "اوزبورن" الخالده: انظر خلفك في غضب: واجدها اول خطوه علي طريق التحرر (هذا اذا ما كان علي الانسان ان ينظر خلفه مطلقا!): واستطيع ان اقول وانا مرتاح الضمير-خلافا للعديد من الاراء المنساقه في ضروب الايدولوجيا ونظرية المؤامره- انه من مصلحة الغرب واسرائيل (وتركيا) انجاح عملية الانتقال الديموقراطي في دول ثورة الياسمين (تونس ومصر وليبيا وسوريا واليمن والبحرين) وغيرها: والسبب الذي يدفعني الي هذا الاعتقاد هو ان ذلك النجاح-اذا ما حدث-من شأنه ان يضيف تلقائيا الي جبهة المعسكر الديموقراطي ويتيح نوع من التفاهم والاقتراب بين الحضارات وبالتالي مناطق اتفاق: فمن خلال الديموقراطيه-تكتسب الدول العلم والتنوع والتواضع والصدق والمرونه والتواصل والصداقات بما يذيب الخلافات ويقرب المسافات ويساعد علي الخروج بحلول: واظن انه لن يكون هناك مشكله انذاك-بعد مرحلة التحول الديموقراطي- في ظهور حلول حقيقيه لمختلف القضايا بما في ذلك القضيه الفلسطينيه (وما من احد يدعو الي ان نغسل ايدينا او نكف عن مساعدة اخواننا الفلسطينيين في حل قضاياهم ولكن عليهم -في نفس الوقت ان يسمحوا لنا–ولانفسهم- بتحول ديموقراطي ناجح وحقيقي وسريع): وتلك هي الفرصه التي اضاعها السادات في رأيي ومن بعده الرئيس المخلوع: انتقال حقيقي الي معسكر العلم والحريه بالتوازي مع تطوير السلام: ولكن وحتي يحدث ذلك اعتقد انه من البديهي-والمهم جدا- ان ننتصر اولا في معركتنا مع الدكتاتوريه وثورتها المضاده: ان  قوي الشر بالداخل ليس من مصالحها ابدا ان يصل الامر الي حد التغيير الحقيقي: ان ذلك يحطم ويفتت ويقسم ويسقط دولتهم القائمه علي العبوديه وازدواجية المال والسلطه (والفساد؟): لذا فهذه القوي غالبا ما تحاول ان تشغلنا -بين الحين والاخر- بازمات ومعارك جانبيه وعداوات من ارث الماضي لتلهينا عن اهدافنا فتبقي بذلك حيه ومسموعه وطافيه علي سطح الاحداث ظنا منها ان ذلك سيجعلها تجتاز اختبار التقادم واللاجدوي: انهم اشبه بغانيه عجوز انطفأ جمالها وشحت رغبة الشباب فيها بل واكتشف الجميع حقيقة كل عمليات التجميل التي اجرتها ومع ذلك تريد ان تبقي "معبودة الجماهير" او جزء من واقع الاجيال الجديده: وسلاحها لتحقيق ذلك هو ان تصنع لنفسها امتداد-وجسور- واحيانا اسوار-مع هذا الواقع من خلال التخويف المستمر واثارة قلق مفتعل بخصوص الهويه والتحقير-في نفس الوقت- من شأن الثوره وتشويه الثوار وتحطيم ارادتهم وتجريدهم من مبادئهم وثقتهم في انفسهم فتتبني-بلا نهايه-ان النداء الثوري الشاب المنادي بالديموقراطيه انما هو شئ ملفق تماما او اخرق او غريب او تافه او مستورد او عميل او كافر او معطل للاقتصاد او غير قابل للتطبيق او بعيد عن واقع الطبقه المجدوده الطالع المجبوله علي العوز والشقاء (والتي لا تعمل هي طبعا علي تحريرها): فلا يجب ان ننسي ان الدكتاتوريه في منطقتنا ليست حاله فرديه بل هي حاله جماعيه متوطنه تستند الي تراث حضاري عريض تنسبه الي نفسها: لذا فمعركتنا الحقيقيه معها: وليس مع من هم اقرب الي مبادئنا: وان كانوا يوما اعداء فكذلك كانتا فرنسا وبريطانيا ظلا عدوين لدودين لمئات السنين الي ان جمع بينهما العلم والحريه

  1. تضطر الي ان تقول لابنك: ذاكر جيدا يا حبيبي كيلا تصبح مثل "الوزير الكذاب" فلان او "الوزير الفاسد محدود الذكاء" علان ممن نستمع يوميا الي مسكناته العاطفيه المثيره للشفقه او تهديداته ونحن نعرف وهو يعرف انها مسكنات وتهديدات: كأن يهدد احدهم مثلا علي الملء بان مجرد الاقتراب من المنشات العامه عقوبته الاعدام الفوري رميا بالرصاص موحيا لك في نفس الوقت انك بانضمامك الي الاغلبيه الصامته (خصوصا بعد ان وجدوا من يتحدث نيابة عنهم) ستكون اكثر امانا: كما لو اننا قد عدنا لتونا الي العصور الوسطي حيث كان رجل الشرطه مكلف احيانا بأن يكون القاضي والجلاد في نفس الوقت: يحدد المجرم او المخرب (او المتظاهر) فورا ثم يحكم عليه حكما نافذا وينفذ الحكم: (ولكن هل لنا ان نتذكر مره اخري ان كل وزير من هؤلاء -كمن عينهم-مازال خصما وليس حكما منتخبا: وانهم جميعا دخلوا مكاتبهم علي جثث الشهداء: واكثر من ذلك لم تتم بعد محاسبة سابقيهم اولئك الذين رحلوا ايضا علي جثث الشهداء): ورأيي ان الوزير الذي يخرج علينا بالمسكنات والتهديدات هو وزير لا يعمل وليس لديه خطط ولا يتعدي الهدف من وجوده التواجد الشكلي الاستعراضي علي رأس وزاره من اجل حماية الفاسدين من الموظفين واصحاب المصالح: ومن ينشغل بالاصلاح ينعكس ذلك علي تصريحاته (وهي نفس ذهنية "الفاسد محدود الذكاء" الذي ذهب الي سوريا "لاستطلاع" ما يحدث هناك فاذا به يتحدث عن "تحسن" نسبي بالاوضاع عما سبق! والمفارقه هي: كيف بني مقارنته تلك علي ما سبق اذا كانت مهمته هي اكتشاف ومراقبة ما يحدث اليوم ولاول مره؟ وما هو معيار التحسن في نظره: تقلص عدد الشهداء والمصابين من المواطنين العزل الذين يتم "قنصهم" يوميا في الشارع بلا قانون او محاكمات؟!)

  1. تشعر لاول وهله بحاله من الذهول يتبعها حالة غموض فيما يتعلق بمحاكمات الرئيس المخلوع ورفاقه ومرافعات الدفاع عنهم وادعائ الرئيس المخلوع مسئولية المجلس العسكري بالكامل عن ادارة البلاد بعد قيام الثوره مباشرة-وقبل تخليه عن السلطه- ناهيك عن الاسماء الذين طلب اضافتها الي القضيه: مثل وزير الدفاع ورئيس اركانه ومدير المخابرات ورئيس جهاز الشرطه العسكريه الخ (وانا شخصيا فوجئت بمرافعات الدفاع واعتبرها مهمه للغايه): ومع ذلك تصطدم بصمت مطبق واستخفاف علي الجانب الاخر يقابله اصرار الدفاع علي استدعاء تلك الاسماء والتحول الي محاكمه عسكريه: في حين ان عقوبات القضاء العسكري اشد في واقع الامر من القضاء المدني: ولهذا السبب ربما فهي مخصصه فقط -والي اليوم- للثوار المدنيين (البلطجيه؟)

  1. يتحدث بملء فمه عن اهداف الثوره وقال الله وقال الرسول ثم يتقدم-وبخلاعه شديده-الي المجلس العسكري-وليس الثوره-وليس الشعب-بايات الشكر والعرفان علي "العمليه الانتخابيه النزيهه" (بعد ان سمح له-ولي نعمته- بالدعايه "الدينيه" والتمويل مجهول المصدر المخالفين للقانون: وهو بالمناسبه نفس ولي النعمه الذي اطلق سراحه-ومن البدايه- ليخرج من السجن رأسا الي البرلمان يتلقي البدلات ويغفل اثناء الجلسات بكل تلقائيه وراحه بال) ثم يذهب "للاحتفال" بالذكري السنويه للثوره -بنفس طريقة الوعود الانتخابيه- في نفس المكان الذي استشهد فيه الثوار او اصيبوا او اهينوا (وبكرم زائد طبعا اذ يبدو ان الحساب مفتوح) قبل القصاص العادل للشهداء: والحق انه –بالنسبه لاي انسان معتاد علي قراءة المعني الحقيقي للكلمات والافعال- وهي مهمه صعبه في ظل حالة التخبط وتحريف الحقائق والمفاهيم الشاحبه-قد نكون قد استنفدنا فعلا الحديث عن الوعود بحيث لا يمكن ان اتخيل انسان عاقل يصدق المزيد منها قبل ان يري ترجمة لاي منها علي ارض الواقع في صورة ارادة فعل وعمل: الا تري ان مجرد الحديث عن الديموقراطيه اصبح اليوم اكثر صعوبه من اي وقت مضي؟ ان هذا يعني ان عملية "الانتقال الي الديموقراطيه" تحولت بالفعل الي عملية "تسليم–وتسلم-سلطه" وان فلول الثوره المضاده مازالوا في مناصبهم يعيثون فسادا اكثر قوه من اي وقت مضي: وان الثوره كتب عليها القتال وفي اكثر من اتجاه: واذا لم نقر بذلك واذا انسحبنا من معاركنا: فتركنا الحاوي يخدعنا بالعابه السحريه علي امل اننا سنتصدي له في النهايه (اي بعد ان نكتشف ان المفتاح الذهبي للصندوق السحري الذي يخبرنا انه في قبضته (تلك التي يخفيها وراء ظهره) غير موجود اطلاقا وان قبضته تنطبق علي حفنة من تراب): فان النتائج ستكون كارثيه: اذ لن يرضي الناس–علي خلاف ما يراهن البعض-بغير الديموقراطيه والقصاص بديلا: حتي اولئك الذين يتحدثون اليوم بسهوله عما يمكن ان تكون قد قدمته الثوره للناس البسطاء ( يقصدون من الناحيه الاقتصاديه) لن يرضوا بظلم -ودكتاتور- جديد: ومن ينسحب من معاركه: معارك الحقوق والحريات: فسوف يخلفه غيره: ورأيي ان البعض يهوي–وبشغف-اضاعة الوقت او عدم تقديره: وانا شخصيا تنتابني حاله من الشك المقيم بخصوص اصرار اعضاء هذا المجلس العسكري علي البقاء 6 اشهر اخري وفقا "للخطه" التي وضعوها وما هم بصدده: وسيسوؤني كثيرا اذا ما رضي جمهور الشعب بذلك (رغم اتفاق الجميع-بما في ذلك الرجعيه الجاهليه الانتهازيه المتشحه بعباءة الدين-وكما يصرحون-علي رحيلهم بل واصرارهم –كما يقولون- علي كسر "قله" عملاقه في ميدان التحرير بعد هذا الرحيل! وانا اصدقهم فيما يخص ايجاد "القله" فهناك من "القلل" الكثير اما كسرها فالمسأله فيها شك): ورأيي ان محاولات انشاء احزاب واقامة انتخابات ووضع دستور لا ينبغي ان تعطلنا عن الهدف الاسمي: وهو البدء فورا في حفر البنيه الاساسيه للنظام الجديد وبناء هيكله الديموقراطي: بالتوازي مع تطهير كامل لمؤسسات–وقوانين- الدوله في ظل الية حساب تشمل "كل" المجرمين من القتله واللصوص الذين تبنوا طوال السنوات-والاشهر-الماضيه تجاوزات الفساد وانتهاكات حقوق الانسان ومعاقبتهم–بكل شده-حسب القانون حتي يعلم الجميع-بما في ذلك الرئيس القادم- ان لا احد فوق القانون: ولا احد يملك الصفح عن هذا او ذاك حسب مصالحه او رغباته الشخصيه (وكأنه بصدد التبرع بفتات صدقاته مثلا: وليس بصدد احقاق حقوق واعادتها الي اصحابها!) ورأيي انه لن تستقيم الامور او يحدث استقرار الا في وجود مواطنه وقضاء حر ومساواه تامه امام القانون: فهذا وحده كفيل بحماية الديموقراطيه الناشئه من نزعات الفساد والاستبداد التي تجذرت في هذا البلد لالاف السنين: ولمن يظن اننا لا نستطيع ان نقوم باكثر من عمل في نفس الوقت اقول: خير ما يعيننا علي وضع دستور ديموقراطي هو ان يكون افرازا لممارسه حقيقيه علي الارض وبمشاركة الجميع وبالاستعانه بخبرات الاخرين اي ان يكون نابعا من اجواء الواقع بشحمه ومعطياته وادواته وذلك هو ما سيجبر الجميع علي احترامه

  1. يخلط الامور بصوره يشوبها الالتباس والتضليل بين ما هو شخصي وما هو عام يخص المجتمع ككل (ربما لارباك الرأي العام وتشتيته وتحويل بوصلة اهتماماته الي قضايا فرعيه او ملفقه بعيدا عن القضايا الرئيسيه: ربما لتكريس المشهد "المكارثي" السائد حاليا تحت عنوان ما يسمي "الاساءه الي القوات المسلحه" او "اسقاظ الدوله" او "تقسيم الخريطه" او "السياده الوطنيه" الخ: وان ادي الامر الي صدام مريب بين مؤسسه واخري: وانه لامر محزن حقا ان يصبح المجتمع بأسره رهينه لمثل هذه القضايا–وفي هذا التوقيت-بحيث لا يجد البعض امامه-وبعد حديث طويل عن الظروف الاقتصاديه الصعبه- الا ان يرفع راية اللا مبالاه منصرفا الي شئونه الخاصه فيزهد اهتمامه بمصير بلاده (كما لو ان ذلك متعمدا): ومحزن اكثر ان يكون البرلمان المكلف بمراقبة الحكومه ومحاسبتها اضعف من ان يتخذ اي اجراء ضدها (حتي بعد ادانتها) الي درجة اننا قد نسمع عن صفقات او تفاهمات او نجد من بين اعضائه (وهو بالمناسبه من الثوار) من يجد نفسه محاصرا من زملائه ومتهما ومضطرا الي تقديم اعتذارعن خطأ لم يرتكبه في رأيي ولا يستحق اي اعتذار وباي صيغه واضعين البرلمان كله في موقف دفاع عن النفس امام الجهه التنفيذيه! فيقبل البرلمان ان تتحول شكوي بين افراد الي ما يشبه المواجهه بينه وبين المؤسسه العسكريه المكلف بمراقبها (كغيرها من مؤسسات الحكومه) بدعوي ان "الاساءه" لم تعد موجهه الي فرد وانما الي مؤسسته بأسرها! (ولمن يتحدث عن الرموز والاعمار: المخطئ يحاسب علي خطئه ايا كان عمره او مركزه او تاريخه كما ان وظائف الدوله هي ملك الدوله وليست حكرا علي فرد: وهذا هو درس الثوره): اما ما يثير النقمة حقا فهو ان يخرج علينا من القضاء العسكري من "يهدد" بانه سوف يتخذ التدابير لتحريك الشكاوي ان لم يتخذ البرلمان الاجراءات الرادعه لعقاب النائب "المسئ" (ليستجيب البرلمان المسكين فعلا –وبعد ان خسر معركته قبل ان تبدأ-ويقرر عرض النائب (وهو مرة اخري من الثوار) علي ما يسمي "لجنة القيم"!): في الوقت الذي نجد فيه البرلمان غير قادر-كما لو ان ذلك من الاحلام- علي استدعاء وزير الدفاع لسؤاله ومحاسبته عن الانتهاكات التي قامت بها قواته-او حكوماته المتتاليه- في حق الثوار بما اساء الي سمعة الجيش المصري ولعام كامل من الثوره! ووزير الدفاع هذا بالمناسبه هو نفسه وزير دفاع الرئيس المخلوع لعقدين كاملين من الزمان (فلول؟) اي انه مكلف تلقائيا بمنح الثوره كل الذرائع والضمانات لتتأكد انه بالفعل مواليا لها: وهو ايضا صاحب بدعة عرض الثوار علي القضاء العسكري (وهم مدنيين) مستثنيا-في نفس الوقت- الرئيس المخلوع وعصابته علي الرغم من مطالبته هو شخصيا (الرئيس المخلوع) -بصفته عسكري سابق- بعرضه علي القضاء العسكري وفي ظروف ثوره قامت ضده وكان اول اهدافها اقصاؤه عن منصبه (بعد ان ابي الا التشبث بالسلطه اذ انه لم يتخلي عنها الا بعد ان اجبر علي ذلك اجبارا: بل ومازال يزعم انه رئيس!): بما يجعلنا -بوضع كل ذلك في الاعتبار- مضطرين الي البحث عن نواب برلمان لا يصفقون ولا يغفلون اثناء الجلسات ولا يكذبون ولا يلتقطون الصور التذكاريه مع الوزراء (فيما يحاولون سحب الثقه منهم!) ولا يهتفون ضد الثوار ويتهمونهم بالعماله (كنائب "الاتحاد الاشتراكي" المضطرب وغيره من خدام الايدولوجيا): فلا نجد سوي اقليه نادره! وانا علي المستوي الشخصي لا اتصور ان ينتفض القضاء العسكري بنفس الحميه التي ينتفض بها لمحاكمة نخبة الثوار والسياسيين والمفكرين والمثقفين والاعلاميين المستقلين لدفع "الاساءه" عن ابي مثلا اذا ما اساء احد اليه وايا كانت درجة الاساءه: او ان يعتبرها اهانه موجهه الي الجيش كله (وابي بالمناسبه جنرال قديم خاض الجانب الاعظم من معارك مصر بداية بعام 1956): وحري بي ان اذكر البعض هنا خصوصا اولئك الذين ينفرون من شرعية الميدان او يتحدثون عن خيارات اخري للمجلس العسكري قبل الثوره ودوره فيها: ان حدث قيام ثوره في حد ذاته وما ترتب عليه من شهداء ومصابين وخسائر ماديه ومعنويه-واعتراف العالم به- له اعتباراته واستحقاقاته وشرعيته التي تتفوق علي كل ما عداها بما في ذلك شرعية البرلمان وما يسمي "الاعلان الدستوري": وشرعية الثوره تقتضي-فيما تقتضي- اجراءات استثنائيه: فلولا الثوره-والابطال الذين بادروا بها-لما تحرك السواد الاعظم من الشعب ولما ظهر البرلمان الحالي ولاستمر البرلمان القديم-برلمان "الرقابه الذاتيه"-ووزير الدفاع ومجلسه في مواقعهم في خدمة الرئيس المخلوع-وابنه-وزوجته-الي اليوم: لذا فان اقل تكريم للثوره والشهداء هو محاكمة المجرمين محاكمات جاده واستثنائيه (ثوريه او عسكريه) او عرضهم علي الجنائيه الدوليه ووضع الثوار في مركز صنع القرار حتي يشرفوا بانفسهم علي عملية التغيير وتحقيق اهداف الثوره (والا كان طبيعيا ان تستمر الثوره الي ان يتحقق ذلك): وبذلك فتكريم الشهداء ورفع الثوار الي مركز صنع القرار هو واجب شرعي ودستوري ووطني وديني واخلاقي: ولعل هذا هو السبب في اننا لم ننل "التوفيق" اللازم الي اليوم: واقولها بكل اطمئنان: الخالق لا يوفق ابدا "حرامية" الثورات! بالضبط كما لا يوفق الفاسد المتعالي الذي ينشر الظلم والكبر والفساد: واجد انه من الضروري هنا ان اكرر ان استكمال المشوار علي هذا النحو علي طريقة "الغمه ستزول" او "الجبله راحل ولو بعد حين" (وهو الرأي الغالب حاليا للاسف الشديد ولست معه ولن اكون معه ابدا ما حييت) لن يقودنا الي الاستقرار الذي يحلم به البعض: فبلا عدل وديموقراطيه حقيقيه لن يتحقق في مصر استقرار: ولمن يظنون ان المشاكل كلها ستحل بانتخاب الرئيس ووضع الدستور: هذا تحليل غير دقيق اطلاقا ومتعجل وغير صادق فان لم يكن هناك-في المستقبل القريب- ارادة ضغط وصمود واصرار علي سؤال ومحاسبة "كل" من ارتكب تجاوزات وانتهاكات-ايا كان موقعه-وتكريم الشهداء والقصاص لهم واستعادة المسروقات و"نطهير" القوانين والمؤسسات (الي غير ذلك من اهداف الثوره) فسنبقي دائما "تائهين" في حلقات ما بين انتظار يعقبه انتظار بلا نهايه وكما هو حالنا اليوم: ولنا في الرسول الكريم قدوه اذ كان يزكي-بامر سماوي-من سبقوا الي الايمان واضطهدوا وعذبوا وواجهوا الموت مرحبين وهاجروا علي غيرهم ممن هاجروا بعد الفتح ويرفعهم درجه: وقديما قالوا: الرفيق قبل الطريق: بمعني ان اي تحرك دون اختيار جيد لرفيق الرحله او دون وضع اهداف وخطط وتحديد اتجاه ثم مرونة كافيه لمراجعة وضبط- وتغيير- الاتجاه- اذا اقتضي الامر-باعتقاد كاذب ان اية حركه في اي اتجاه-مع اي احد- اقضل من لا حركه- هو في الحقيقه انسياق خلف ضلالات: وانا استغرب الذين يهرولون الي مناصب او مصالح او مجالس كما لو ان الهدف الاصلي من الديموقراطيه هو المنصب او الشهره او الوجاهه الاجتماعيه او الارتزاق (او الحفاظ علي القديم؟) وليكن بعد ذلك ما يكون! والحمار-بالمناسبه-وعكس ما يظن البعض-وعلي الرغم من صوته العالي الفاضح القبيح - حيوان لطيف للغايه-في رأيي- وصادق اذ عادة ما يصارح الاخرين بصفاتهم فيخبر الحمار مثلا بانه حمار في وجهه وان ورطه ذلك في العديد من المازق: وانا شخصيا احترم الحمار وافضله علي كثير من البشر ولا اعتقد انه يستحق -بأي حال- ان يتحول-كما في بعض الثقافات- الي سبه او اهانه او عنوان للغباء فالحمار حيوان ذكي ومتواضع ووديع ووفي (نفس فصيلة الكلب والحصان): واكبر دليل علي ذكاء الحمار هو انه قادر علي ان يتعرف فورا الي الطريق الصحيح بمجرد الاقتراب منه فاذا ما ادرك انه يمضي في عكس الاتجاه-او في الاتجاه الخطأ- فانه يتوقف فورا فلا يتحرك حتي ينتبه صاحبه الي الخطأ ويغيره: بل ان الحمار لديه من الفراسه وقوة الملاحظه ما يجعله قادرا علي ان يتنبأ مبكرا بالعوائق قبل الخوض فيها وفي الكوارث التي يكون فيها الموقف مشتعلا لا تستطيع ان تهزم الحمار فالحمار لديه من الصبر وقدرة التحمل ما يجعله قادرا علي تفتيت ارادة اكثر الحيوانات عندا(الي حد ان احد اشهر الاحزاب في الولايات المتحده واكثرها شعبيه يتخذ من الحمار شعارا له): واستطيع في ذلك ان اعتمد علي كلمة قديمه قرأتها لاحد ربان البحار بان المعيار الاساسي لكفاءة سفينه او قاطره ليس فقط في قدرتها علي الطوف ومجابهة الامواج وانما في قدرتها علي انقاذ ارواح ركابها: من اجل ذلك كانوا في بعض الثقافات القديمه يعبدون الهه تجمع ما بين ابدان الحمير-او الخيول- وابدان السباع: والحكمة هي: كما ان الانسان في حاجة لشجاعة السبع وشراسته وخفته في الانقضاض علي فريسته وثقته في ملكاته القياديه فهو في حاجة ايضا الي ذكاء-وصبر-وحذر-ووداعة الحمار

10.                       يخرج علينا من الحكومة من يخبرنا انهم يناقشون اجراءات "للتصالح" مع القتله واللصوص نظير "جزء" من الثروات المنهوبه: كما لو ان لسان حالهم: "وافقوا من فضلكم وسوف نتولي نحن اقناع القضاء "الثوري المستقل" بالكف عن النظر في القضايا": كما لو كانوا يفاوضوننا نيابة عن القضاء او عن نزلاء طره! في الوقت الذي يتقدم فيه احد نواب "البرلمان الثوري" بمشروع قانون "للعفو" عن المجرمين السابقين دون ان يتحدث-بكلمه -عن قانون العزل السياسي (علي الرغم من وجود ثلاثة مرشحين رئاسه-علي الاقل- من اباطرة الفلول وفي انتظار المزيد!): واعتقد ان توقيت اثارة هذه الاقتراحات ومحاولة تصعيدها امر جدير بالاهتمام ويبعث علي الاعتقاد بانها محاوله لصنع سابقه او لتأمين "خروج امن" لمن مازالوا خارج السجون (في مراكز صنع قرار) من فلول الرئيس المخلوع: و"التصالح" او حتي العفو -بالمناسبه- لا يستقيم مع ثوره ولا يؤسس لدولة ولا يدفع باتجاه احترام القانون (اذا ما ظل يطبق فقط علي الفقراء الضعفاء بمنطق "البعيد عن العين بعيد عن القلب!"): والذين يتحدثون عن سابقة فاروق: فاروق لم يدمر ولم ينهب وان نهب اجداده فما نهبوه لا يقترب-وباي حال-من مبلغ التريليونات الخمسه من الدولارات والتي تطوعت السيده اشتون مشكوره بالحديث عنها (واكثر من ذلك اخبرتنا انها حثت حكومات وزير الدفاع واعوانه-اكثر من مره- علي استرجاع ما تملك الادله عليه منها بلا استجابه): كما ان زمرة فاروق حوكموا في محاكم ثوره: واخيرا: فاروق-لمن نسي-اغتيل بالسم بعد سنوات قليله من رحيله (تصرف مألوف؟): ولمن يتحدث عن عفو الرسول الكريم عن اهل مكه يوم الفتح اقول: هذا العفو جاء علي خلفية ان الرسول الكريم واصحابه اصبحوا هم صناع القرار وبذلك فالعفو هنا ليس لتعطيل القصاص وانما لوقف الاعمال الحربيه ضد جيش مناوئ استسلم بالفعل: بمعني ان هذا العفو لم يؤخر-او يؤجل- عقاب المجرمين من اصحاب الثروة والجاه بانتظار عفو الفقراء المنهوبين من اهل مكه عنهم بل ان الرسول الكريم كان يبدأ بهم: ويحدث ذلك في وجود حمله منظمه من صحافه الفاشيه الناصريه وعلي رأسها تلك الصحيفه صاحبة "الانفرادات" الخطيره المتتاليه والتي تتولي-حصريا- نشر كل ما يخص الرئيس المخلوع وعائلته وعصابته الي جوار ما يسمي مذكراته (فيما يشبه اتفاق سري مع القارئ بانه "ليس بالضروره ان تصدق كل ما تقرؤه!"): واستطيع ان استمر في ضرب الامثال الي حد انك قد لا تندهش ايها المتابع الكريم اذا ما انتهيت الي نتيجه مؤكده-اقرب الي اليقين-ان هناك خطه كامله–منذ بداية الثوره-علي مستوي جميع المؤسسات- لتوجيه قضايا الثوره-رئيسيه وفرعيه- في اتجاه معين (ما بين احكام مخففه او تأجيل او براءه حسب الحاله) بهدف الوصول الي تنائج محدده ليست في صالح الثوره طبعا: ولعل المثل الحي هو فضيحة "التمويل الاجنبي" نفسها (تلك الاشبه بنكته يرويها اصلع ليهزأ فيها من صلعة زميل له ثم يتلفت متداركا كيلا يغضب رئيسه والذي تصادف ايضا انه اصلع او "خادمه" تغسل الاطباق النظيفه وتترك الاطباق "الوسخه" دون غسيل لانها تعتقد بانها لن تجد لاحقا ما تفعله: او لان مخدومها لم يأمرها بعد بذلك): وقبل ان اخوض في هذا الحديث-مرة اخري- اشعر ان علي –كمصري حر-ان اتقدم بالشكر الي السيده كلينتون والسيد ماكين اذ لولا رفضهما- بنزاهه- التورط في هذا العبث (ولولا ربطهما المعونه باداء المجلس العسكري) لما تمكنا من اكتشاف نفاق هذا المجلس وحكومته وحلفائه او استقلال القضاء من عدمه: واكثر من ذلك ادعم-كصديق- جهودهما لتقنين هذه المنظمات ونجدة المصريين المجاهدين المحبوسين حاليا علي ذمة التحقيق في هذه "القضيه" ومن تخلف عن السفر –لمؤازرتهم- من الامريكان (ويوما ما سيكون متعينا علينا جميعا ان نطلب منهم الصفح ولكن ليس قبل ان نطلق سراحهم اولا): فبعد ان ساهمت حكومه "الانقاذ" و"الخروج الامن" (تلك التي تجلس علي ريشه: ولن اسأم من التذكير بانها دخلت مكاتبها-ومنذ البدايه-علي جثث الثوار) في اثارة مشاعر الاحباط لدي البعض بعد اوهام البطولات الكيخوتيه الزائفه (وهذا مقصود بالمناسبه): اذا بها تختبئ خلف ظهر المجلس العسكري كما كانت تختبئ نجمه ابراهيم قديما-في الافلام-خلف ظهر ذكي رستم (الفتوه؟) ملقيه بالمسئوليه كلها علي اكتاف القضاء مواصله-بسخريه تثيرالشفقه- حديثها عن قدرة الاقتصاد المصري علي الاستغناء الفوري عن المعونه الامريكيه او استبدالها باخري (او جمعها من الفقراء؟) باعتبار ان المعونه الامريكيه -وكما اكتشفت فجأه- لا تمثل الا جزء ضئيل جدا من حجم الاقتصاد (ومع ذلك قد لا تجد الحكومه اي تناقض بين ذلك وبين مقولات مثل الاقتصاد يتداعي: الاحتياطي الاجنبي ينفذ: التضخم ينمو: الافلاس قادم الخ او مقولة ان جهاز الشرطه غير قادر علي اعادة هيكلة نفسه لانه لا يجد التمويل الكافي): او باعتبار -وكما كشفت لنا صحف الفاشيه الناصريه-ان الولايات المتحده "مرغمه" علي ان تمنحنا المعونه السنويه (مدنيه وعسكريه) علي اساس ان المعونه-كما قيل-لصالح الولايات المتحده اكثر من كونها لصالح مصر (حسنه وانا سيدك؟ التوت والنبوت؟) او ملحقه-حسب قول اخر- بمعاهدة السلام مع اسرائيل (وهذا هراء طبعا فالمعاهده لا تنص علي اية معونات سواء الي مصر او اسرائيل): وليس غريبا فلقد بشرتنا الوزيره الفدائيه-وزيرة العشر رجال- بالخبر السعيد ومفاده ان اليابان-وكما صرحت- علي وشك ان تصنع علي ارضنا سياره! ومع ذلك لم تخبرنا عن خواص هذه السياره؟ ولماذا اختارت اليابان مصر بالتحديد-وفي مثل هذه الظروف- لكي تصنع علي ارضها سياره؟ وما هو ثمنها؟ وهل يمكن ان تحل هذه السياره الاعجوبه مشكلة طوابير الوقود وانابيب البوتاجاز مثلا؟ او مشكلة الحمي القلاعيه المنتشره هذه الايام بين "البقر" و"الحمير"؟ (وبمناسبة الحمي القلاعيه وقبل ان يضع احدهم اسرائيل في جمله مفيده متهما اياها بانها-والولايات المتحده- وراء تدنيس الوادي "الطاهر" اقول: لماذا لم تظهر حمير وبقر الحمي القلاعيه في تونس وليبيا مثلا؟ لماذا لا نجدها في الضفه الغربيه وقطاع غزه؟ لماذا مصر بالتحديد؟): في الوقت الذي يخرج علينا فيه وزير الدفاع وبعد ان كسر حاجز الصمت-ولو لبرهه-لينبئنا-فيما يشبه الوعيد-ان ما تتعرض له "القوات المسلحه" من حملة "تشويه" و"استفزاز" لن يمنعها من القيام بواجبها في "حماية الثوره" بايحاء ان ما يتعرض له هو شخصيا ومجلسه وحكومته من "تشويه" و"استفزاز" انما يحدث بلا سبب وانه انما يقبله-بل ويبتلعه ابتلاعا- نيابه عن الجيش كله: يا حرام! (كما لو ان حوادث العام الماضي كلها بداية بموقعة الجمل وحتي مؤامرة بورسعيد جرت في عالم اخر!): اما ما يبعث علي عدم الارتياح حقا-وينبئ باننا نتراجع الي الخلف- فهو الظهور التدريجي لرئيس الوزراء السابق واعضاء حكومته (المقالين منذ شهور قليله) علي شاشة التليفزيون وصفحات الجرائد للدفاع عن انفسهم بل والتبرؤ-فيما يشبه الشماته- من الازمات التي تعصف بنا اليوم مع الحكومه الحاليه كما لو انه لا علاقة لهم بها (او كما لو انهم يحاولون ان يثيروا داخلنا مشاعر حنين الي "الزمن الجميل" الذي جمعنا بهم قبل ظهور المصائب السوداء شديدة التنوع): ورأيي ان اولئك الذين يخوضون في مناظرات "اسقاط-وتقسيم-الدوله" هم انفسهم من يفعلون ذلك: فالسؤال الاول هو: اي دوله؟ وهل الدوله فعلا هي الشرطه والجيش والقضاء "المستقل" فحسب؟ وكيف تسقط الدوله اذا كان نظام ما قبل الثوره-او ما قبل الدوله-واعوانهم من ترزية القوانين- مازال قائما علي حاله بكامل تشكيله؟ ازعم انه اذا كان هناك فعلا من هيأ له خياله المريض التامر علي مصر في هذا التوقيت: فهو بالتأكيد انسان فقد عقله: وهذا يجرنا الي السؤال الثاني: ماذا ينتظر؟ ومع ذلك لنفترض ان هذا المتامر (المجنون) مازال ينتظر الفرصه السانحه (لسبب او لاخر) التي ينقض فيها علي البلاد ويحقق اغراضه ولنفترض ايضا ان مصر في وضعها الحالي يمكن ان تمثل مطمعا بحيث يمكننا القول انها تسبح مثلا فوق بحر من النفط والغاز او انهار من عسل وحليب: ما الذي فعله وزير الدفاع واعوانه طوال عام كامل-عدا الاتهامات والكلام المرسل- لوقف هذه المؤامرات وكشف المتامرين؟ ولماذا لا يحركون شكوي واحده الي الامم المتحده -او الي الدول المتامره- تتضمن ما يملكونه من ادله وبراهين؟ ومره اخري: لماذا لا يكشف احد عن مؤامرة مصريه واحده في بلاده لقاء كل ما تتعرض له مصر-حسب زعمهم-من مؤامرات؟ واهم من ذلك: لماذا ترتبط المؤامرات عادة بما يخص الثوار الذين يضحون بحياتهم واوقاتهم واموالهم او الدول ومنظمات المجتمع المدني المهتمه بالديموقراطيه وحقوق الانسان؟ ان افضل ما يمكن ان يفعله متامر-في رأيي- هو ان يترك الحمقي يتحامقون بحريه دون تدخل وعندها سوف يشعر بسكينه نهائيه ان المؤامره نجحت قبل ان تبدأ! الحق ان دعاية–وتصرفات-هذه الحكومه تذكرني باعلان ثلاجات وستنجهاوس القديم والذي كان يقول: "لن تجد مكانا لحفظ الموز في ثلاجة وستنجهاوس ولكنك ستجد مكانا خاصا لكل شئ اخر تقريبا: مكانا للحوم واخر للخضروات وثالث للاجبان الخ اما الموز؟ فنحن نضعه في وعاء فوق الثلاجه!" (باعتبار ان الموز لا يوضع اصلا بالثلاجه!) والموز هو انا وانت وكل من صار عليه ان يتحمل العواقب اذا ما حاول المجلس العسكري استثمار الثوره-والتحول الديموقراطي- لصالحه ولصالح حلفائه (وفي ظل انتهاكات حقوق انسان واعتراض المجتمع الدولي عليها): ويتصرف الناس حيال هذا بوسائل عده فالبعض يتركون انفسهم للتيار السائد في توجه طائش جارف للعوده الي "ثلاجة" القديم من فساد وخرافه ورقابه وحظر وغيرها من ادوات  الجهل والاستبداد منسجمين تماما مع المخبولين الخرفين او ان شئت قلت "النصابين" من اصحاب نظرية المؤامره (ولا اتحدث هنا عن انصار الجاهليه الاولي الذين يدعون الي عقوبات وحشيه فيما يزدرون –علي الجانب الاخر-العلم والتعليم والتربيه الحديثه): واخرون ينظرون في دهشه مكتومه-واحيانا في اشفاق-غير مصدقين وغيرهم يتملكه السخط فيلح للتمسك بالتفكير السليم والحريه التي عرفناها في الايام الاولي للثوره: وبوزن كل هذه المواقف: اجد ان الفريق الاخير من ذوي الجلود القرنيه هو الفريق العاقل الذي يحمل رؤيه سديده ويري ابعاد مستقيمه للمستقبل ويتصرف بايجابيه في نفس الوقت: واستطيع ان اؤكد براحة بال ان مرحلة الحساب الجدي–لمن يتهربون منه-قادمه ايا كان ما يعطلها: ولذلك اقول لمن هو قلق علي الثوره (دون ان يفعل شيئا حيال ذلك): دع القلق وافعل شيئا: فالمستقبل في صالح الثوره: والحياه -كما انتهي ويلز-صاحب "الة الزمن"-سائره في مجراها الي نهايته بحيث لا يمكن اجبارها علي التراجع او تغيير مسارها او التخفيف من حدة ما حكمت به من احكام: والحياه لا تتوقف لاستعطاف احد حتي يدافع عما هو صواب: ولا تظن ان قوي الرجعيه سوف تتوقف عن الدفاع عن نفسها بل ستواصل ذلك وبلا دافع سوي التمسك بسيكولوجيا الرجعيه نفسها وان تقادمت وان كانت علي باطل: فالفعل الاصلي للحياه يتمركز اساسا في فضيلتي الكفاح (عكس اللهو واقتسام الغنائم) ومقاومة التخلف: والانسان الجاد يجعل من تمسكه بمبادئه-ومبالاته ببلده-سمة ومتعه شخصيه له وصفعه-في نفس الوقت-يوجهها الي وجوه اعدائه (وان كفر السواد الاعظم من الناس بها): فالارواح جنود مجنده -حسب القول الكريم: وشرف الرجل-او المرأه-وقيمته فيما يناضل من اجله وبذلك فالنضال هو مصير الانسان وجوهر انسانيته وجل ما يمكن ان يعطي حياته معني وهو ايضا الضمان الوحيد-في رأيي- لتحقيق اهداف الثوره: فالحق لا يضيع الا بالتفريط فيه او ارجائه: اما الخوف والسلبيه فهي مشاعر قد تصيب الجميع-بما في ذلك قوي الشر والرجعيه- ولا علاج لها الا بمزيد من الاقدام والتحدي (والتوحد والتضامن مع المظلوم في مواجهة الظالم): ورأيي ان قوي الرجعيه-ايا كانت ما تملكه من قوه ومال-هي الاحق بالخوف: فهي القوي المجرده من نعمة المستقبل-كما شرحت-وهي القوي صاحبة الافكار المتهالكه القديمه والاهداف الفرديه قصيرة الاجل والحلول الفاشله غير العمليه والتي لن تكون قادره ابدا علي صنع حضاره: فلا يغرنك تماسكها الزائف: فحب الوطن والاخلاص له هو المقياس وهو "هيبة الدوله": وحب الوطن ليس ترفا او حماقه او "افوره" او صوت عال او ذريعه لاستعداء-والاستعلاء علي- وطن اخر بل حب الوطن في قدرتك علي خدمة بلدك وما تبذله من تضحيات

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق